بقلم القاص... محمد الليثى محمد... رائحة الماء..
رائحة الماء قصة قصيرة
الليل مساحة صمت ..تتكاثر، تتجمع ..أمام عيني عم حسن ..الذي طوي مسبحته ..وحمد الله كثيرا.. ودعاء إلى زوجته ، وأولاده بطول العمر ..هم بالدخول إلى طقوس ليله ..خلع جلبابه ووضع يده تحت رأس.. قراء المعوزتين، وما تيسر مما حفظ..
تخيل انه بدون سروال ..نزل إلى الترعة .. بيده صفيحة سمنة كبيرا ..صنع لها يد من خشب ..أمالها على جانبها وسمح للماء بالدخول إلى جوفها ..ثقلت ..وكادت أن تضيع .. لأكنه تمسك بها ، وبوجه لا يحمل ملامح رفعها ..صعد بضع خطوات ..وعلى الطريق الترابي الممتد من بيت المأمور إلى المركز رش الماء ..سقطت قطرات الماء على التراب فثارات غبارا داخل أنفه وملآ صدره وعينيه ..كح ثم تمخض وبصق على الأرض .
من بعد صلاة المغرب والماء يسقط على الطريق ..والطريق بفعل الماء يتحول لونه ، ويصبح له رائحة .
بعدها يجلس عم حسن وجهه إلى الحائط جسده للطريق يحس بعربة المأمور تمر .. عند ذلك يلبس جلبابه.. ويحمل الصفيحة.. ويذهب إلى بيته .
عند الفجر يصحو على مهل ..يركب قدميه ويبدأ في رش الماء ، وعندما يحس بعربة المأمور ..تخطو ببطء يلبس جلبابه ..يحمل الصفيحة ..يذهب إلى بيته ..يجلس بجوار زوجته ..يحكى لها عن الابن الذي يحمل الصفيحة عنه ، وعن الماء الذي يختلط بالتراب ..وعن عربة المأمور .. وعن يد المأمور التي امتدت إلى قفاه ..ولان لم يتعود على ذلك ..فقد ارتعشت عضلات جسده ..أحس انه محتاج إلى ألف نار لتشعل عقب سيجارته ..لذلك اسند يده إلى صدره ..فسمع صوت بكائه يخرج من صدره حزين .. يختلط بالأنفاس ..يحتويه.. لا .. لكن المرارة تحول جسده إلى لون أخر له رائحة ..علبة السجائر الفارغة يميلها فتسقط ربع سيجارة يحملها بين أصابعه بصعوبة يقربها ببطء .. يمسها بقتيل لمبة الجاز ..وبسرعة يضعها بين شفتيه ..يشد النفس الواحد ..ببطء يخرج الدخان متقطع يرش به المكان حوله ، برائحة السجائر .. زوجته لا تتحدث، فقط تنام ..معطيه جسدها لي حوش البيت ..
بينما هو يرى عربة
المأمور تخطو ببطء
بقلم القاص محمد الليثى محمد