القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

وصاية.. قصة قصيرة بقلم: روزيت عفيف حدّاد/ سوريّا.

وصاية.. قصة قصيرة بقلم: روزيت عفيف حدّاد/ سوريّا.

وصاية

تلقّيت بطاقة دعوة جميلة من حفيدتي، ذات الخمس سنوات، رسمتها ولوّنتها، لقضاء ساعتين من الوقت مع مجموعة الفئران، مهلاً ، هذا اسم مجموعتها، في روضة الأطفال، بمناسبة يوم الجدّات والأجداد.
وصلت الرّوضة ومعي بعض الحلوى من صنعي، ركضت سارة فرحة، استقبلتني وعانقتني، قدّمت نفسي إلى المشرفة، جلسنا؛ ألقت المشرفة كلمة ترحيبيّة وشرحت لنا ماذا سنفعل مع الأطفال خلال هذا الوقت. أنا لم أفهم كل ما قالت فسألتها إذا كانت تتحدّث الفرنسيّة، أجابت بالنّفي، أعقبت حفيدتي بكل كبرياء أننا تتحدّث أيضاً العربيّة؛ طلبت المشرفة من حبيبتي أن ترشدني لما يجب أن نفعل، هنا كانت الطّامة الكبرى؛ فقد وقعت في الفخّ وأصبحت مرؤوسة، نتيجة عدم اتقاني الألمانية، ما عليي إلا التنفيذ (ومن طبيعة مجتمعنا أننا كلّنا رؤساء).
أخذتني من يدي، نفّذنا بعض الأشغال اليدوية، بعد ذلك أمسكتني ، سألتها: إلى أين؟ أجابت: معي.
أبديت فروض الطّاعة وتركت لها القيادة، لم تتركني حتّى نزلنا طابقين ودخلنا مطعم الرّوضة حيث كانت أصناف الحلوى مصفوفة بأناقة على منضدة مستطيلة، جميعها تقدمة من الأهالي، أخذنا قطعتين وفنجان قهوة وجلسنا، قبل أن نبدأ بالأكل ، وقفنا ثانية لأنها تريد فنجان حليب.
انتهينا وعدنا، مقيّدةً بيدها النّاعمة، إلى الغرفة الرّئيسيّة. اشتركنا بكل النّشاطات المقررة: أغاني أطفال، ألعاب، حزازير،. ……..، فجأة، أمسكت يدي بسرعة وقالت: هيّا
– إلى أين؟
– إلى المرحاض.
– أنتظرك هنا.
– لا
ذهبت معها وقلت سأنتظرك عند الباب، أجابت بحزم:

– لا.
تخاف عليي إن تركتني.
نفذّت طلبها وعدنا، ممسكة بيدي،.
تابعنا الأنشطة بحيويّة وفرح.
أخيراً، انتهت السّاعتان، استعدت حريّتي وطبيعتي و( سطوتي)، أصبحت مسؤولة عن نفسي وعنها. أعطتني يدها طواعيّة، عدنا إلى المنزل، ولسان حالي يحدّثني كم أنا فخورة بك، صغيرتي سارة، كم أشعر بالغيرة من نفسي لشدّة حبّك لي.

 

}