القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

انطباع عائد من الملتقى الوطني «أم البواقي »حول الثقافة وترسيخ الإنتماء التاريخي والوطني. بقلم القاص: سعدي صباح

انطباع عائد من الملتقى  الوطني ..حول الثقافة وترسيخ الإنتماء التاريخي والوطني.

أهمس ُ جازما دون مبالغات  بأن كل واحد منا قد  رجع  منتشيا بما تفضي الزهرة لأختها.. من ملتقى أم البواقي الذي جمع القامات وانتهى بالبسمات ،بفضل رئيس بيت الشعر "لأم البواقي" واهتمامه الكبير  وحرصه الشديد.. وكل  المنظمين الذين تميزوا باللباقة والظرافة واللطافة  وحسن الإستقبال لضيوفهم الكرام..الذين نزلوا  من كل حدب وصوب  ، الملتقى الأدبي ولا أغالي ..قد صنع الحدث وكسّر الرتابة والركود ،ونال نصيبه من التميز  ..بالوجوه الأدبية التي تم اختيارها ببصيرة صائبة وعقل راجح ،لذلك كانت كلها مشرقة داخل نصوصها وخارجها بشمائلها وتواضعها ونصحها لكل من كتبت له الأقدار من الشباب لينهل من معينها الذي لا ينضب ، من أساتذة ودكاترة وشواعر وشعراء،من البارزين على المستوى الوطني وتونس الشقيقة ، والظاهر جليا بأنهم تعمدوا دعوة  الأقلام الصاعدة إلى جانب القدماء  ..كي يكون  التزاوج بين المبدعين الشباب وبين من سبقوهم في الإبداع، وأعتقد أن لجنةالتنظيم وعلى رأسها الشاعر «عمر بلاجي» ،قد خططت وهندست لأمر الدعوات بقصد احتكاك الأقلام الصاعدة  بالكتاب والشعراء و الدكاترة البارزين ليصطاد  هذا من ذاك ويكون الملتقى مثمرا ،وهذا الذي كان ،كيف لا والدكتور "عاشور فني" على سبيل المثال لا الحصر بتواضعه يبتسم لهذا ويتحدث لذاك ..يتزي بالخزامى ليوزع الرحيق بين الأزهارة اليانعة ..وكذلك الأمر بالنسبة لتصرف  الكبار الآخرين ومعاملتهم الطيبة والمنصفة للنصوص الجديدة ..التي تتلى  على الركح ،فشكرا أم البواقي التي فتحت أبوابها للمبدعين الشباب ولم تصكها على أحد..إلا من شق عليه الحضور..أو هو مغمور ، قدر المستطاع  طبعا ..وأعطت الفرصة للجميع ودعت أقلاما معطاءة وعصافير تحلم بمنابر للتغريد ،في زمن تهمش  فيه المواهب وتقصى، الإفتتاح كان إشارة خضراء  للعندلة،واستهلت الكلمات الإفتتاحية..من قبل مدير الثقافة ومدير دارها ورئس بيت الشعرالجزائري..الشاعر الكبير "سليمان جوادي" ، المحاضرات كانت  بمستوى الشعار ..من كرم دكاترة من تواضع وبشاشة ..تحولت معارفهم إلى سلوكات ،وكذا القراءات الشعرية والقصصية التي سافرت بالحاضرين الى بعيد ،الجلسات الحميمية ليلا كانت أيضا زاخرة  بالقراءات الشعرية بتلقائية وعفوية وبعض الطرائف ليحلو السمر ويبتسم القمر ،وما زادها روعة رنات العود بأنامل الفنان القدير "لخضر طبيب"..الذي رافق الضيوف من البداية إلى النهاية ..وكانت الخاتمة مسكا بتوزيع الشهادات والتكريمات ،وافترق الجميع على التلاقي في جو تسوده البهجة حاملين انطباعا طيبا وذكريات لا تنسى  من أم البواقي معقل الشعراء والثوار ..وفي النهاية أردت أن أهمس لبواشق بيت الشعر الجزائري أن تواصل التأثيث الى أن يزدهر الحرف العربي ونجني ثماره ،كما أهمس لمن حضروا من الكبار من دكاترة وشعراء وكتاب أن يظلوا على تواضعهم الذي كسر خجل الحاضرين من المبدعين الشباب والمبدعات الجميلات الغضات ،كما أطلب الكلمة  لأقول لمن هم على الطريق من المبدعين الجدد : أكتبوا أكتبوا لتخطئوا كي تتعلموا ..فالإبداع عنوانكم والنجاح حليفكم بإذن الله ،والأيام بيننا إن كان للعمر بقية ..
القاص: سعدي صباح