ادباء الذاكرة
منشورة العرين للابداع والثقافة
شهادة الإعلامي الكبير والمفكر الأستاذة خليفة بن قارة
الشهادة القيمة في الأديب والروائي الصحفي عبدالعزيز غرمول ..
نحن فعلا في طريقنا إلى التألق ، سعداء جدا بحضور قانات أدبية وفكرية وإعلامية معنا في هذه الأمسية الراقية .
الف شكر لك أستاذنا القدير خليفة بن قارة .
ينتمي الإعلامي الأديب عبد العزيز غرمول، إلى الجيل الذي أخذ التعليم والمعرفة عنوة من فم الجهل الذي تركته مفتوحا على مصراعيه إدارة الاحتلال الفرنسية المُرحَلة، وقد يكون ذلك والفقر المعمم على أغلبية العائلات الجزائرية، حافزا لهم للوصول إلى مراتب متقدمة من التربية والتعليم، من حيث أراد "الاستعمار" المهزوم في الجزائر، أن يظل الجزائريون غرقى في الجهل والأمية بعدما أطاحوا به في ساحة المعارك، كما في المعارك السياسية.
عرفتُ الصديق عبد العزيز منذ ثمانينيات القرن الماضي، حينما قدمه لي المدير الأسبق للإذاعة المرحوم عبد القادر نور، وقد طلب مني يومها رأيي فيما يحمله بين يديه من مشروع برنامج إذاعي، وما زلت أتذكر كيف كان ذلك الشاب ذو الملامح الحادة، متحمسا إلى مُقترَحه كي يكون ضمن البرامج التي تخترق الأثير، بعدما أبصم في الصحافة الوطنية بأدب لم يُخطئ من قال عنه إنه واعد.
وتفرقت بيننا السبل بعد ذلك، فلم ير أحدنا الآخر، ولم نعد نلتقي إلا على أمواج الإذاعة أو على صفحات الجرائد، لأن الجزائر كانت يومئذ ورشة مفتوحة على كل المستويات، ومضى الرجل على خطى الكبار، فلم يكن الإعلام بالنسبة إليه إلا وسيلة للوصول إلى الأدب الراقي، وقد يكون وهو بتلك الروح، قد رشد الكتابة الصحافية وأخلقها، ليحتل مكانه بعد مثابرة وجهد، كأحد أدباء الجزائر الذين طبعوا مرحلة من حياة الجزائر بطابعهم.
ولأنه كان_ وأظنه ما زال على عهده_ يحب الجزائر كما أحبها الشهداء، فقد عز عليه أن يراها تتقهقر بعد عز، فغامر بالدخول إلى عالم السياسة، وهو يعرف أنه ساحة موبوءة بكل أنواع الكائنات البشرية الضارة، عله يساهم في تطهيره، وتعود الجزائر موحدة قوية بتنوعها واختلافها، ولكنه كاد أن يصاب بتلوثه، فعاد إلى انكماشه الإيحابي ليرجع إلى إبداعه النظيف الذي وحده يبقى بعد الرحيل، شاهدا على عظمة رجال أنجبتهم الجزائر في مرحلة مخاضها العسير، فبروا بها ولم يضلوا ولم يهربوا و لم يخونوا...
الأديب والمفكر الإعلامي الكبير خليفة بن قارة .