صباح الخير..
للذين تكاد الأرض تنبت ورودا عند مرورهم ،عبروا فأضاءت لهم الذاكرة الطريق ،للذّين تركوا همومهم على المخدّة ونافسوا العصافير في التغريد والتحليق بعيدا عن منغّصات الحياة ،صباح الخير للذّين مضى بهم الحزن نحو عوالم مبهجة،للذّين أبحروا بين كلماتنا فصارت قوت أقلوبهم، للذّين مضوا لتأمين لقمة العيش واستناروا بذكر الله والتوّكل عليه،
صباح الخير للأحلام المركونة ،لوهمنا،لتعبنا،لمنعطفات الحزن التّي ترهبها غفوة العمر،للذّين لا يحتاجون للنّظر في المرايا كل صباح، لذلك الشريك الذي لا يبخل بالكلمة الطيّبة كلّ صباح،للخفقات التّي تختلس من الشّفآه التعبير،فتتوّلى العيون بالنظرة كلّ نبضة،للرّسائل التي لم ترسل،للأحضان المسلوبة، للفراشات التّي تحطّ على رحيق حروفي،لهذه الرّشفة الصّباحية التّي ترافقها قهوة ومزاج مرتفع دونما سبب فقط لأنّنا جميلين جمال سلال الأوركيدا،وأشهى من نكهة الأترج،وأحلى من عصير البرتقال،وأنعم من ملمس العوسح،وأدفأ من قطيفة اللبلاب،لكلّ من يتابعني، كن جميلا حتّى تستعيد عافية قلبك فبدونك الحياة كذبة أورق كحديقة وتمدّد كما يتمدّد النرجس فتفيض غيوم الفرح ويغترب الوجع جهةالمغيب .
