القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

عندما يدخل الليل..بقلم الكاتب: خالد فريطاس الجزائر

 عندما يدخل الليل

أترك معطفي وسماعتي و قلمي وجميع قصائدي
على ردهة الغروب
وأشعل بخور النجمات
وأطلق ذاك السرب المكبوت منذ بداية تكويني
أعيد ترميم كلماتي التي تآكلت من وقع الإشهار والفواصل
وأعبئ ما طاب من سكون في تلافيف الروح
وأستلقي على ظهري كي أطارد درب التبان
وأرحل بزفيري وشهيقي إلى الموت الذي يقتلني ويحييني
أكتب فواصل الزمن على شرفات القمر
ألمع عزيف الصراصير على الشجر
وأعزف نبض الحباحب على الوتر
أسترق السمع من ليالي شهرزاد
وأركب جرذان السندريلا إلى منتصف الأقدار
وادخل المشهد الممنوع من قصة الجواري والسلاطين
عندما أدخل الليل أوزع نظراتي على جميع الاشياء العريقه
وأكتشف المعنى الآخر للغموض خارج الحقيقه
وربما أرتب أغراض ولادتي وحياتي في دقيقه
وأنتظر قطار الحلم ليأخذني لأطياف خيالي ليحاكيني
أختزل نفسي إلى نفس نقطية لا تقدير لها
وأطير بعيدا بعيدا عن ضجيج المكان والزمان تائها
أفتش عن وطني القرمزي الذي أبكاه الجميع
عن حمام طاف على حرم الجمال فجمده الصقيع
عن مواويل الناي التي إنتحرت على طريقتها
وعلى العرب التي تسرق مني بهجة العمر وتبكيني
عندما أدخل الليل تنتابني آلام الحسناوات القديمه
وطقطقات حوافر الجياد المغولية فوق السحابات النديمه
وأناشيد النوارس على شواطئ المرجان
وأهازيج الغرنوق التي تطفئ وهج الشمس
ونيران الشوق التي ثارت في توهج براكيني
لا لباس يستر خيبتنا المتوارثة غير ليلنا الطويل
على ألوان يصنعها نعيق البوم بين خفقان خافقنا
في الليل يا سيدة النجوم أطلب اللجوء إليك فضميني
وحاولي إن تمتصي كدمات الزمن
سرحي شعري بعيدا عن المشط العاجي
وهدهدي آخر دمعة متشردة تاهت في دواوين حلاج مع الطواسين
عندما أدخل الليل تتساقط أوسمتي التي عبثت بخواطر الذات
وتتكسر التيجان على أعتاب لوعتي التي تضخمت ذات بؤس
وتهرب أرقام الكون إلى بدايات النهايات
وتتمرغ جميع المعطيات المغلوطة في تخوم البراهين
خالد فريطاس الجزائر
عندما أدخل الليل..بقلم الكاتب: خالد فريطاس الجزائر