القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

أستراليشيا حبيبتي .. رواية قصيرة من جزئيين ( الجزء الاول ) :للروائي السوداني: فتحي عبد العزيز محمد

 رواية قصيرة من جزئيين ( الجزء الاول ) :
أستراليشيا حبيبتي ..

الى " أسمرون وأسمريت منقستوا أين ما كانوا .."
" لو أسمَعوا يَعقُوبَ ذِكْرَ مَلاحَةٍ
في وجهِهِ نَسِيَ الجَمالَ اليوسُفي
أو لو رأهُ عائِداً أيّوبُ في
سِنَةِ الكَرَى قدماً من البلوى شُفي
كُلُّ البُدُورِ إذا تَجَلّى مُقْبِلاً
تصبُو إليه وكُلُّ قَدٍ أهيَف
إن قُلْتُ عندي فيكَ كُلُّ صَبَابَةٍ
قالَ المَلاحةُ لي وكُلُّ الحُسْنِ في "
" أبن الفارض "
" الذكي لايمكنه ان يكون شيئا خطيرا وان الأحمق وحده هو الذي يمكنه ان يكون إي شيء "
دوستويفسكي Достоевский
ألاهتزاز والتغير فى طبيعة العلاقة الساميه التى تربطني بها , ثم ما أعقبه أو تبعه بعد ذلك من تبدلات وأضطراب وتحولات ذات تفكير برغماتي صرف , أدى بطبيعة الحال فيما بعد لتغبيشها والوصول بها الى طريق مسدود وكما أرادوا هم وحدهم وبخبث سخيف , كما أن كل هذا العبث الصبياني المخل كان يتم مع الاسف الشديد منذ البداية فى شكل مزاح فارغ المحتوى , وفق رؤى وتخطيط شيطاني متواصل غرضه الاخير والنهائي أفراغ محتوى العلاقة نفسها وأبعادي عنها بحقد دفين خرافي غير مسئول , ليتم بعدها أستدراجى وأنا لا أشعر بكيدهم وفخاخهم المنصوبة وبأرجلي , ثم وأنا نفسى صديقهم وأبن حوطتهم لا أدرى أخيرا أريد بي .. أما شرا , وباحتواء زكى غير منظور واقصائى تماما عن طريقها وأبعادي الى أبد ألآبدين , وفى تلك الجلسة النهارية الطويلة الفريدة والتى شاءت الاقدار لها أن تمتد بنا والى ما قبل منتصف تلك الليلة وبساعات معدودة , وليتنى حتى لم أذهب ومنذ البداية لكل ذلك ولكنها هى الفخاخ بعينها والأقدار يا صديقي .. تسما كبدي , بالطبع كان كل شىء يتم على قدم وساق فى ركن قصي بمقهي أوكافي " الدانوب الأزرق" درجت العادة أن نلتقى فية جميعا كزملاء وأصدقاء وأولاد دفعة , وعلى فترات محدد بوسط سوق (2) أثنين بالخرطوم والذى يتميز ببريقه الزجاجي الشفيف المعتم, وبطابعة الاغريقي الحديث والمؤغل فى الأصالة المهنية الحاذقة المتوارثة أبا عن جد , والذى يذكرني أويحيلني وبهدوءه الصاخب العجيب لشبيهة وفى كل شىء تقريبا , مقهي الخواجة " نقولا تكلا " الجانبي والذى كنت دائما ما أحط بة رحالي , وفى كل جولاتي النهارية العديدة بسوق الشواربى الافرنجى الشهير والكائن بوسط القاهرة القديمة , بالطبع من المدخل تصتدم مباشرة وعلى نحو خاص برائحة تحميص وسحن البن البرازيلي المعتق , والتى تتدفق ولتزكم كل الانوف والتى لا تقاوم أبدا .. أبدا , وتدهشك فى نفس الوقت وبلا مقدمات ومن على جانبي المدخل عروض وتخفيضات الأعياد والكرنفالات المزهلة , للأنواع المختلفة والمدهشة من المشروبات الحاره والباردة والجاتوهات والآيس كريم , والتى تفوق كل خيال ولفترة محدودة فقط , أما فى أجواءه الحالمة تفوح نكهات الكابتشينو والاسبرسو الايطالية والمخففة Espresso Ristretb وقهوة الحليب الفرنسية Café au Lait والنسكافي الفرنسي الساخنة , والشاي الانجليزى " دارلنج " الأصلي بطقسه المصاحب وبرمكيتة ألاسكتلندية الصارمة والمحببة , جنبا الى جنب مع الشاى البارد المثلج الـ " آيس تي " بماركات علب الليبتون المغلفة برقائق الألمنيوم , وبالجملة فان هذا المقهى الجميل بالذات كان وقبل هجرة ملاكة الى " سيدني ", يطل من الجهة الغربية مباشرة على عمارة " بأسيلي هانكي وشركاه " المحدودة , المواجهة لتقاطع شارع النص وناصية فرن سيحة الدائري القديم والمحازى غربا لعمائر وأملاك تاجر الاناتيك والمشغولات العاجية الافريقية العديدة وسن الفيل المميز الاصيل, الخواجة " دانيال كوركين " والد زملاء أخى الاكبر " عارف " بكمبوني وكلية الهندسة جامعة الخرطوم , جورج وأميل أبطال تنس المضرب الأرضي والمعروفين بملاعب التنس المجاور للمطار .. , واللذان ينفردان دائما ولوحدهما تلك الايام بتمثيل السودان دوليا فى هذة اللعبة بالذات , بل كان ومن سخريات القدر والصدف أن يكون هذا المقهي بالذات والذى أختير أخيرا .. , كنقطة أرتكاز أو تجمع مبدئية أولي وفى تلك الظهيرة الحساسة وكما يبدوا لى بعناية فائقة وطول تمحيص , ونحن فى الحقيقة كنا نخبة ممتازة معتبرة من أميز وأشهر نجوم كرة السلة والفولي والمضرب والعاب القوى ومن أمهر الأعضاء المغنيين والعازفين بكل فرق الجاز والريغي وعلى مستوى الخرطوم المشهورين والذين يشار اليهم عادة بالبنان , ونقوم بالتحضيرات الضرورية التى تسبق ألاستعدادت النهائية أو كورشة عمل لوضع الترتيبات واللمسات النهائية والتى تجرى الان ولما قبل الإعداد للانطلاقة الكبرى, للمشاركة فى أحياء كل ليالي الإنس والطرب والاحتفالات والكرنفالات السعيدة الكبرى , باعياد الاستقلال والكرسميس وليلة رأس السنة كالعادة , بنادى التنس أوالنادى العربي أو السوري والكشافة البحرية أوبسودان كلوب , وعلي أنغام جميع الفرق السودانية الصميمة التى ستشارك بالغناء والعزف , كفرقة لاعب السلة الشهير الفنان " وليم أندريا " وفرقة الريراستون بصالة " قود شوط " بكازينوالنيل الازرق الخبئ أو بصالة غردون وبعيدا عن أعين الكثير من الفضوليين من صحفي ونقاد ذاك الزمان الجميل , نتبادل بالطبع فيما بيننا كالعادة بحميمية آخر النكات والحيل الساخنة والمقالب الطازجة المضحكة المسلية وفى شكل مزاح , وبطرف خفي أيضا مطاردة أخر الاخبار "الشمارات "لنجوم ونجمات ذاك المجتمع الفوقي الخرطومي الرياضي والفني الساخنة والعالي البرستيج تماما , والاهتمام بالطبع بكل ما هو جديد وملفت من تتبع لآخر تقليعات وصرعات الموضة خصوصا لنجمات السلة والفولي , وخصوصا نجمات وجميلات مدارس " اليونتي "و" السسترأسكول "والكشافة البحرية والجوية ومختلف الفرق الآخرى كرائدات الهلال والمريخ وغيرهم والقائمة قد تطول , من أولاد وبنات العز التليد وأصحاب المال والأملاك والثروات المشهورين , وصفوة بنات الذوات من العائلات الاجنيبة الراقية الشهيرات بجمالهم الساحر الخلاب والذى يسبيكل العقول ويذهب بالألباب .. , وزوقهم الرفيع وأناقتهم التى تضاهي كل بيوت الموضة العالمية , واللاتي كنا ومع مشغوليتاهن الجمه بالدورات الرياضية ومباريات السلة والفولي الشديدة التنافس , يكتسحن كذلك وعن قوة وجدارة وأقتدار بذكائهن الفطري المحير والعجيب والمستغرب لة تماما كل كليات الهندسة والطب بجامعة الخرطوم والجزيرة والسودان , بل وبدون أدنى كياسه أوحتى أدني مقدمات ومن حيث لا أدرى تنبؤ لى ثلاثتهم هذة المره جازمين , وهم فيما أعلم منحازين بالكامل لعصبة الأوغاد الشريريين شركاءهم فى التهريج والتعاطي المبتزل ولكل شىء , وبلا أدنى وأعز أومسئولية وبأستخفاف , والمتماهيين دوما فى أتون كل زجاجات المنكرالبين واليانعات المهفهفات من طراز المستوردة منها , وحتي التى أينعت كما يقولون وحان اليوم بالذات رأس السنة الجديدة موعد قطافها المزعوم وأمام كل الملاء , والمحسوبيين بالطبع وعلى رأس قائمة المعارضين لى وفى كل ترشيحات أوأنتخابات فائتة أو قادمة , بعكس آخريين يتؤددون بشخصي الضعيف ويوازرونى فى كل محنة بقوة وبثقة عمياء أحسد عليها , لا أدرى صراحة كيف أنتهزوها الان أولئك الصبية الاوغاد المبتورين كفرصة مؤاتية , ليبرزوا لى جميعا بأسهم الشديد ومكرهم وشططهم الغريب المستهجن , وبالمكشوف وعلى شخصي الحبوب المسالم , وبكل ما من شأنة أن يثير حفيظتى وينتهك أخص خصوصياتي ويجعل منى مادة دسمة لتندراتهم الحائرة , وتعليقاتهم الساذجة المتشنجة ويصفون بلا تروى أو أكتراث حتى تباريح شوقي المزعوم , وهيامي وجنوني وحبي المكبوت الخالص لها هى وحدها ومن طرف وأحد , كما يبالغون ولا أحد غيرها وليطلقوا بعدها قهقهاتهم وتندراتهم الضاجة المسموعة للداني والقاصى , والتى لا ينشدون من وراءها سواء التقليل من وضعي وشأني وأنضباطي الشديد المحير , وحذرى من مكائداتهم المنهمرة وعلو نجمي عاليا خفاقا ولاول مرة ولدورتين متعاقبتين باللجنة الاولمبية السودانية , والذى بداء حقيقة يزعجهم ويقضي مضاجعهم ثم ممانعتي وعدم مشاركتي بما يقومون وما سيقومون بة طيلة هذة الليلة من لهو ولعب وصخب وتهريج جهارا نهارا .. غير مسئول , ثم يتوددون بعدها للحيارة من أمثالهم لمن هو فى صفهم صراحة , ويقولون وهم ملتفتين لـ " جيمي " ود " بابا شاشاتي " الاورفلي الارومة المجاور لمجلسهم العامر بالطيبات والمشروبات المستوردة الفواحة , الامدرمانى القح أبا عن جد :
ـ وأنت يا " جيمي " يا خبيبي .. المثل القبيل بيقول ليك شنو .. ؟ا , أذا غامرت فى شرف مصون .. فلا تقنع بي أيه.. أو بشنو.. ؟اا , ليتم " ود جيمي " المغلوب علي أمره البقية وهم يقهقهون بضحكاتهم العالية المدوية :
ـ طبعا .. والا بما دون النجوم .. أو أقول ليكم .. ما فوق النجوم اا" , وأنا يومها كنت " الكوتش " والسكرتيرالمناؤب لاتحاد التنس والجمباز وألعاب القوى ومسئول مضمار مجمع شئون الرياضة بالكامل , والاداري الناشئ المحنك المنضبط والمثالي فى كل شىء تقريبا , وهذا ما كان يغيظ آخريين لا تعلموهم الله يعلمهم , ويثير حفيظتهم بالكامل لشططهم وفى تكريس توريث رئاسة كرسي أتحاد الألعاب القوى والفروسية واللجنة الاولمبية السودانية فى أفراد بعينهم , مستغلين علاقاتهم المنفعية القديمة مع اتحادات خارجية لا علم لنا بها تدعمهم بكل قوة وجبروت ولله درك , ويبخلون بها على وأنا الناشط الرياضي المطبوع والوطني الغيورعلى المكتسبات , ولكنني ومع كل الحزازات والعداوات البائنة والتى لا تخفي على أحد .. , كنت أمينا وعادلا بينهم وبين حتى نفسي الامارة بالسوء , وفى كل قراراتي للترشيح بالسفر فى المشاركات الداخلية والخارجية الودية والدولية , وتندرهم حتى على أستلطافي المزعوم الاخوى والمرجح لها على أستحياء .. أنا وزميلي العضو الشرفي " برهان روفائيلي " لانضباطها ونتائجها المبهرة فى كل مشاركاتها وبطولاتها الداخلية والخارجية ولا شىء غيرها , وأنا حقيقة كنت ورغم إعجابي الشديد بها لا أمنى نفسى حتى بابتسامة رضاء أو تودد منها هي بالذات , قد تتسبب بعد ذلك فى أزعاجهم فعليا أو تقيم الدنيا ولا تقعدها , وها هى الدنيا كلها بسبب تبسماتها أو بدونها تعاديني كلها ظلما وتجنيا , وليقولوا لى أولاد شارع الخور وتقاطع " كترينا "أسياد الوجعة الحقيقية , وهم يتندرون أيضا ويتلززون بسلقي وبالسنه من حدأه :
ـ " يا ود يا " راجى ..يا تقيل .. ويا " دنجوان الغفله وآخر الزمان المر.. " , ثم ثانيا
ـ ثم ثانيا ما سمعناه شنو .. كتير.. وكتير وكتير ... , ولكن أأصحيح كشفت ورقك من البداية وقلت لها ذاك اليوم معترفا وهى تصدك ببرود متصنع وكما يقولون :
ـ .. من عينيك الوسيعة يا " .... " , تشرق شمس حبي .. أم تافل ..؟
ثم أيعقل ان ينسج على منوالها حرفيا وفى حينها ذاك الاغريقى الشقى
الاخطبوط " قراقورى", وليقول لى بثقة مفرطة :
ـ يا راجي .. ياخبيبى ...اا .." شكلك كدا .. حقيقى الليلة دى بالذات ما يطمنش ؟؟ " ..
بجد حالتك أصبحت" شلش " خالص .. , لأترضى صراحة لا عدوا .. ولا صليح وأسال غيرى ؟اا" , ليصمت لبرهة زمن ليضيف بتعجب يحسد علية وهو لا ينشد مثلهم الا أغاظتى :
ـ " ثم هذا "المهيار.."؟ ذات نفسة .. من أين جاء أو قفز علينا وهكذا .. ؟ .. هل هبط فجاءة من السماء كالقدر ؟.. أم أنشقت الأرض وأخرجته لنا عنوه ..؟ا, وكمان شنو .. لا أحم ولا دستور ؟ .. , بل وفى التفاتة الجانبية المستغربة تماما يتناول القفاز هذة المره المأمون على بنوت فريقو "ود جوبا "
النادل المحبوب للجميع و"السيوبرفايزر" بالصالة الداخلية "جمال سيرليو "
: والذى يكاد يحفظ كل الرواد على ظهر قلب قائلا باستهجان
ـ أكيد الحكاية فيها أنا كبيره ..؟؟اا , وأكبر منى ومنكم .. ياناس ياهو ..؟اا وشنو أنتو أخر تطنيش كمان .. وهذا المدعو بـ "مهيار" ولا يهمة أسالونى أنا يتلاعب بقواعد اللعبة كلها .. , ذات اليمين وذات الشمال وقال يا دنيا مافيك زول الا أنا .. , وعلى عينك يا تاجر .. يضرب بكل التحفظات عرض الحائط ,وها هو أخيرا جدا يصل ويمسك يدها كمان .. , وليردف وهم مشدوهين ليغيظوني :
ـ وأمس شنو ياناس ما مسنود .., وظهروا قوي.., يتابصها كدا .., ويراقصها بازدراء بيده الشمال .. ويعزف الجيتار بالاخري فى بروفات النادى الكاثوليكي ..
ـ وبعدين ولا يهمه ما مسنود .., وظهروا نان قوي ساكت ؟اا, والله مقدره..اا , ليواصل أستعجابة الموغل فى الاسفاف والاحباط قائلا هذة المره :
ـ " الغريبة الم تلاحظو بجاحتة .. وكيف ماسكه كدا ياناس .. وفي حب يا سعاتو أكترمن كدا ..؟ ثم ثانيا يا أخوى يا " دبرزيانو ".. ما قلتو جارتكم وهوعاقد عليها رسمى وشعبي .. , ليردف بتهكم :
ـ سمح أنتو وهم .. يا تعبانات زى ما بقولوا ..مغيوظيين مالكم.. وفي كم .. ؟؟اا , وشن دخلنا أسع نحنا .. بين .. البصله وقشرتا وبين الكفتة .. ورزتا ..؟؟؟ , صحي ناس تخاف ما تختشيش اا , ليلتفت " دبرزيانو " منقبضا بعض الشىء ومنفعلا كأنة يحاول أن ينئ بنفسه بعيدا من كل هذا الاحراج قائلا للنادل الظريف "ود جوبا :
ـ " ولكن ما شنو.. يا "سيريليو " , ولا أقول ليك كب لى قهوة ياخبيبى .. , وأنا مهاجر خلاص وسايبكم و" لأسترليشيا " البعيدة , ثم بصوت واحد يرددون وهم لا
يشعرون وبتلقائية وصية أخونا " حامد أدروب " ود ترانسيت, ولضبط المزاج العكر دائما وعندما يقول ذاك اليوم وهومبسوط وبكل أريحية :
ـ .. ما قهوة بشمالو يا أخوانا .. قلنا يساوى الدنيا بحالو .. بحالو ..؟؟اا ", ثم ينفجرون فى موجة عارمة من الضحك الفوضوي الصاخب والمستفز تماما لحبال صبري معهم , ولايستوقفهم الا صوت " أندريا قرنفلى ", الجاد هذة المره , لاخراج الجلسة برمتها من هذا الوضع والاسفاف العبثي الصبياني , والذى ربما يفضي الا ما يحمد عقباه رغم تماسكي الشديد , بل وعلى نحو آخر مختلف ومجدي وكأنة باحثا جماليا فلكلوريا وليقول بعدها وبدون تدبر أو كبير عناء:
ـ صدقوا كل هذا الذى يحدث .. وما سيحدث مجرد محض خيال ولكنة صادف كبد الحقيقة , هذة المره بالذات وبالمناسبة سأقول لكم حاجة بعد دا كله ما تنبأت به بالفعل.. كان مقدمة لأغنية رول جديدة سمعتها البارحة فى البي بي سي .. , فى برنامجهم الاسبوعي الشيق "سونق فرم أزرس لاند ", ولى المغني " منغستاب تدي " بالتغرينيية .. ولكننى ترجمتها للتوه من الألبوم أوالتوب الانجليزى الجديد .., للمحبوب العملاق الشهير " أيزاك روني ".. أسمعوها جنان خالص تقول كلماتها :
" أنت وحدك أقول لك الان ..
يا "كستنائية " الخصل ..
يا متورده الخدين ..
وليس لآخرى .. سواك أبدا ..أبدا وفى كل هذا الكون الوسيع ...
أسمعيها ساقولها ..
لك وأظل أرددها ما حييت ..
يا " مجرية " الكاحلين ..
يا غجرية العينيين ..
من عينيك الوسيعه
أنت .. وبس ..
تشرق شمس حبي ..
الحقيقي أم تأفل .. وهكذا ... , ليواصل قائلا :.. "
ـ والان بيني وبينكم .. الم يضحى كل هذا الان .. حقيقة تمشي الان بيننا , ولا يختلف حولها أثنان اا ", ثم يوجة حديثة ملتفتا مباشرة لـ "راجى " ليقول لهم متندرا :
ـ " ثم ثانيا هو شنو كمان ياناس ماسمعتوا؟اا , ما " الكوتش " الخيال خيالي .. قال شنو فى غفلة زمن هو الآخر سايبنا ومهاجر بيها لاستراليشيا البعيدة اا " .
, ـ ثم حقيقى أنت وبعد كل هذة الاشاعات كنت لاتدرى صراحة وحتى الان هل ما قالوه .. هل كان حبا أم بغضا لك ؟ .. وما يحيرك هو حدوثه بعد ذلك بحزافيرة , وبتفاصيله المملة , تسألت بمرارة دأخلك ومازلت :
ـ هل هذا كان توارد خواطر رهيب أم هو قوة التلباس العظيم ؟ , والذى بشرك بة قبلها وبعام واحد .. , فى نواحى فشودة عروس الجنوب الرث " الزايا أكيج " أم هى نبوءة أخرى للقديس "هيمانوت ", وفى شكل حلم جاوني بة ذات عشاءا نقيا تقيا , سحرة" تقراي " الاخوان "أسمرون "و " أسمريت " من وادى " لاليبيلوا " المقدس الشهير والمجاور لتخوم " دبر برهان " وتقراي وأمهرةالشمال , قالوا لى تصادف ذاك اليوم الفريد والمقدس مع مرور كوكب الزهرة فلكيا جهارا نهارا وصدفة لدقائق معدودة وبرج سعدك القوس وبعيدا عن سهيل وأنفرط عقد مربعانية سعد السعود الكبري , والاحتفالية بعيد "تشيدنبال" فى التقويم الاثيوبى المتأخر ومرور الذكرى الخالدة الثانية لرحيل القائد الملهم " ملس " , ثم عايشت بعدها ورأيت بعينيك ياصاحبى نعيما لا يوصف أبدا , كان كل شىء مروع ملايين الشموع تشتعل فى لحظة وأحدة وفى كل مدن وهجر ووجر أثيوبيا الخضراء الجميلة , وكل الجاليات فى أصقاع الدنيا المختلفة وهزيم الترانيم الداؤي يهز وقار كل الأديرة والنوادي فى نازرت , وثمنت كيلو وبوللي بأديس وجما وأواسا وكومبيلشا جنوبا , ودبر ماركوس وديسي بلد أمهرة الشمال البعيدة , ومقلي العظيمة بلد القائد الكبير نفسة وعاصمة تقراى المقدسة , أما النادى الجديد بامتداد الدرجة الاولى بالخرطوم فحدث ولا حرج , فقد كان خلية نحل هو الآخر شىء مهول مروع ومكتظ على أخرة بأناس غرباء وأشدا فى الرقص والغناء والطرب وضرب الدفوف , من مختلف السحنات والوجوه والمشارب واللهجات , جاءوا والكل يشارك على طريقتة الخاصة وبأماني وأمنيات غالية على النفس , والعرافين كذلك وقارئ الكف جاءوا من كل حدب وصوب وليقولوا لى أنا بالذات وحدي , كلمتهم الفصل والنهائية مجتمعين: ـ " خيارك الأوحد يا ولدى والمكتوب .. , هو وأحدة من أثنين ولا ثالث لهما أطلاقا .., أما " قدي " الرائعة بنت تلاتة ؟ أو "ريتا "الجميلة بنت شارع المثلث ؟ , قلت لهم داخلي :
ـ .. هى فى الحقيقة .. لاهذه .. ولا تلك .., ولا حتى تلكم .. الاخري ؟؟؟"ـ
ـ ثم أقولها لكم صراحة , لما كل هذا التأويل المعوج ؟اا, وانتم رأسخون فى العلم وتعرفونها جيدا .. , بل وأنتم تكابرون الان وفى كل ذلك .., ولكن قولوا لى لمصلحة من .. فى الحقيقة كل هذة المكابرة الممجوجة ؟اا .. , لأواصل :
ـ ثم تستعينون جزافا بالسحرة والكهنة من كل الغابات والآكام الاستوائية المعروفين والغير معروفين , وتحسبونني هينا لينا وأنا " ود الشيوخ "الأوائل الاكابر الواصلين بالعلوم اللدنية , وتستغلون تواضعي الجم وطيبتي وضعفي وهواني فيكم وتغضون حتى الطرف .. والى حين ؟
ـ ثم لما كل هذا ..؟اا , واليس كل هذا نفسة فى عرفكم مدعاة للاستغراب والعجب العجاب ؟ , ولأردف :
ـ .. بل وأنتم تعرفونها جيدا وليس أحد سواكم , أنها بالطبع بنت "السستر أسكول " الزاهية أبدا "..." وبس ؟؟اا, وهى تلك التى كم تضئي وكما يشيعون بسمتها .. ما بين النيل .. والسماء اا.., ودى ياناس عايزة ليها كمان فهامة .. ولا درس عصر .. اا.
ثم وهم بعد ذلك وبأنفسهم المحسوبين على الضد , وبكل تهكم مزري وصفاقة مرفوضة , الم يقولوها لك أنت يا طويل الباع علنا وبطربيزة المدعو " بنجامين " ود خرستو " , تلك الليلة الليلاء بصالة .. "القود شوط " بكازينو النيل الازرق , وعلى أنغام حبيبنا " كيلا " , ثم فى ثوان معدودة يوجة كلامه وهو يشير متعاليا بخنصره لـ " دبرزيانو " قائلا :
ـ " ثم أنت يا .. ياخبيبى .. والذى تتوهم بأن النساء لم يعشقن غيرك ؟اا, .. بالحق ماذا أنت
قائل صراحة لذاك " الدنجوان " المعتوه والغريب الأطوار جاركم " زمراوى " , فى تطلعة القديم والسخيف , ويدعى هو الآخر بلا خوف أوحتى وجل وبحبه الأثر الكبيرلها هى أيضا ودونكم جميعا .. , وحياتك خائفين يكون مصيرة مصير الاورفلى الآخرالوغد " ممدوح ود البي ", والذى أخذ وعلى كبره وعلى أحسن الفروض "بومبا" هو الآخر كبيره , وهاجر فارا بجلدة بدونها يائسا على ما يبدوا ولأمريكا نفسها, وأدعاءة الممقوت بعشقها وبأنة مازال مخلصا لها وحتى اللحظة ؟" .., بل ولاول مرة ينفعل ألامبراطور نفسة عازف الساكسفون الشهير " ميكائيل ساكس ", غاضبا وليحسم الموقف قائلا وهو يستعجب :
ـ " أسالونى أنا العشت وشفت وفى الخرطوم عموم العجب العجاب .. , والكثير والكتير وحياتكم والمثير , ثم هى نفسها وفى حد ذاتها يخيل الى بأنها صورة كربونية تماما وناطقة ولطيبة الذكر "أنا المجروح " نفسها تلك الملهمة
أبدا .. , والتى تغنوا بها شعراء وشباب الثلاثينيات والأربعينيات كافة .. , وليواصل بتصميم :
ـ وبالطبع حيرت على أيامها الخرطوم عموم كلها وحته واحده .. , " أنا ريكو .. أنا ريكو " وسافرت بعدها نهائيا لروما البعيدة .. , وسابتها خاوية على عروشها ومن كل هذا الاسفاف , وهو بعد العز التليد دا كله .. أظن ما عندوا كبير هنا ولاوجيع ..حتى ؟اا , .. ليحدثوا ويحكى لية ويكلموا ويناصحوا؟؟؟.., وليواصل شهادتة للتاريخ :
ـ ثم هو الآخر نفسة الم يتعظ .. وألم يرعوى أبدا وبعد هذا كلة ؟؟اا .., وكم بالله عليكم
من شقي فى دربها ولم يجنى شىء غير الحصرم ..؟ اا, وكم من ذاق الويل والعذاب والودار والخروج فى رابعة النهار .., من جنت أمها الموعوده .. ,ليواصل:
ـ ياله من سمج وخبل .. , الم يفيق لكل ذلك أنه كحال الكثيرين الذين يطلبون فقط رضائها , ورضاءها لو يعلمون محال .. , وليته يعلم هو الآخر وقبل فوات الأوان وأشك فى ذلك ؟؟ , بل وهو المستحيل بعينة وليضيف أيضا :
ـ " .. دي بنت المقدره .. بنت الخرطوم أتنين .. والله بتلعب بيكم لعب وقابلوني ..؟اا" ثم يلتفت لة شخصيا وهو المعني وفى كل ذلك ليثبط همته تماما قائلا :
ـ .. ثم أنت كمان صراحة يا " جي جي " .. يا أخوى , والقائم لينا فيها الايام دي .. ,
أقول ليك صراحة وعديل كدا .. , أنت فى نظرها لا تساوى شىء .. , لا نافع فى سلة ..
ولا فى طاولة ولا حتى فى سيجة .. , والأيام دي قالوا عامل عازف قدير على البيز
جيتار ولكن مامطرود كمان مع وقف التنفيذ وممسوح بالاستيكة .. , من موسيقى الجيش وفرقة الديوم الشرقية والثعابين , وأخيرا جدا من الريراستون .. " بحري " ا , ليتواصل بعدها بالطبع مسلسل الاسفاف الرخيص والتهريج , لينفض بعد ذلك سامرهم وأنا فى حيرة وأستغراب ولبث كبيرين .
ثم تدور بنا بالطبع الايام دورتها الكبري وعلى نحو دائرى وغريب دائما والمحير , وأنا لشقاوتي مازلت أضعها بتحدي فى بؤرة تفكيري وأهتمامى ومشاعري الجياشة , لياتى عفوا قائلا منهم وليقول لى وكأنة يصفعني :
ـ وأنت بالذات وفى الأصل بعد كل هذة النصائح يا" أبو دريبات " .., عندك بعدها زرة وأحدة من عقل أوبؤرة مشاعرجياشة ", هكذا قالوها لى الأبالسة سلقوني يومها بالسنه من حداءه .. , وأنا أرد عليهم بكامل حضوري اليقيني قائلا :
ـ ولكن قولوا لى ماذا أفعل بالضبط وأذا ما أحال "أب عاج " .. , وهو غاضبا فجاءة
وذات ظهيرة مكفهره تماما بالاحتجاجات والاعتصامات الشعواء .., وذات ضائقة معيشية وبترولية وكروية ماليهاش حل , أبى بجرة قلم وفى نشرة الساعة الثالثة عصرا ومن وزيردولة للشباب والرياضة ولوزير معاش بامتياز.. , وبكامل مصائبها وويلاتها ومالأتها المالية والاجتماعية بعد ذلك ونحن نكابد فى زحمة المواصلات , لأواصل القول بوجع وتوجد :
ـ ثم تخيلوا معى كلكم شنو يعنى أنهزمنا من " بوروندي "؟اا , وما برضوا منك أنت .. ونحن .. يا " ريس " ونحن فى القمة .. فجاة زعلت وأعلنتها رياضة جماهيري كبري .. , ومن ديك وعيك .. لأبلغنا بعدها كاس أفريقيا ولا كاس الكؤوس ولا نصف النهائي .., وفى كل نسخها المجهبزة والمعدلة .., بعد ذلك ولا يحزنون ورغما عن كل
ذلك أنا "الكوتش " المحنك بالطبع , .. وبمجهوداتى المتواضعة الفردية معها هى بالذات , كانت ولوحدها بطلة السودان وإفريقيا .. فى الجمباز وكرة المضرب والتاكندوا
.. ثم أأهـــذا كلة الا يكفيكم..؟؟ اا " .
بالفعل كانت هى أيامها بقربى دائما وما زالت فى الكشافة البحرية والفروسية وملاعب كمبونى , ثم هم لماذا يتوهمون حتى الان وأثقين وأكثر النقيض من ذلك كلة بل وبعد مسافتها هى بالذات , ومعنى أن أسقط دونها ثم ما سيفعلة ذلك فى نفوسهم من خوف وتمزق وحيرة , وذاك الدؤو الهائل الذى سيحدثة سحب البساط من تحت أرجلي , بعد كل هذة السنوات الطويلة والتى كنا نعيش فيها بوئام وسلام وحبور نحسد علية , ثم قل لى لما كل هذا ؟ ولما يحدث لى فجاة ودفعة واحدة ؟ أنها موامرة وخديعة .. ودس سم زعاف .. فى الدسم , وكنت كثيرا ما أتسال داخلي ولا أجابة , بل أهتف أأصحيح ما يرددة هؤلاء العزال الأبالسة :
ـ " ..من عينيك الوسيعة يا ".... " تشرق شمس حبي أم .. تافل ؟ , حتى وهم ويا لبجاحتهم فى غيبتي يتصدرون منتدياتي ومجالسي الخاصة المشرعة والحجوزة خصيصا لهم , ولتقضية كل أوقات سمرهم ولهوهم الصاخب وعلى حسابي أنا أبن الوزير , وأنا أستعجب وهم فى غفلة زمن يوزعون أنعاماتهم وتشكراتهم المردودة , ذات اليمين وذات الشمال ويضنون على أنا بها .. ولى نعمتهم والأحق , فنحن فى نظرهم أبناء المايوييون الجدد وهم أنفسهم الم يكونوا فى يوم ما حفنة من المنبوذين وممن تضرروا من التأميم والمصادرة وأصبحوا بعد ذلك كما العالقين فى التوالي , وانا بالذات
مشكوك كثيرا وحتى الان وفى ولائي المصيري وإخلاصي الأيدلوجي الخالص والخجل جدا لهم وكما يدعون , وبعد كل هذة السنوات المجحفة ويا لفظاعتهم وعندما يضنون
, على مجرد حبها الأثر لشخصي الضعيف , لماذا لا يريدون ان يفهموا بان لاشىء يستحيل على الحب الشجاع , ولا على أولاد الضباط الاشاوس الأحرار , ثم مرة أخرى يالفظاعتهم وجحودهم وهم يتهامسون ويلقزون بعضهم البعض , خصوصا يوم غيابها المشهود والغير مبرر ونقضها لكل العهود , وظهورها اليوم التالي علنا وبلا تحفظ برفقتة وأحراجى بعد نكوصها عن دعوتي المباشرة والمسبقة لها, لحضور الاحتفائية السنوية الكبرى بحفل تخريج " اليونتى " , وعزفي الماهر على الجيتار كنت بعدها متوترا بالكامل أحاول ان أكمل العزف تحت ضغوط " أسطنبولية " ووعيدة ثم رجاءاتة لى بعدم الاهتمام أو الاكتراث وأكمال الفاصل الطويل والحفل كلة , وأنا بين مبهوروغير مصدق وليصبح كظلها تماما وأنا أراهم الان فقط بعيني , وأمامي وليست تخرصات أولاد شارع لفة "جوبا " والشرقي ", ثم أراها تتبدل بالكامل بعد ظهورها العلني معة , وكأنها تؤد لو تعلن رسميا للجميع أنعتاقها بعيدا عن حقائقي المهمشة , تود ببرود وتصنع مفتعل أن تستفزي وجودي الهازي , وانا يومها كنت رجل أخرس وأجم مرغم " أسد دى بطينة ودى ..بعجينة " وهم فى كل ذلك لماذا يظهرون بمظهر الأخريين ؟ ولماذا هم الجحيم بعينة؟ , كما أن أولاد شارع المشتل من نفس طينتهم , يتقولوون هم أيضا بالكثير والموجع ؟اا .. ولما لا لقد هانت الزلابية ..اا " , وليضيف " رماح " بإسفاف ممقوت :
ـ هى واحدة من أثنين يا "حسام " والاثنين تقريبا قد ذهبوا فى تغريبة عجيبة بعيدة , .. واحدة عارضة تقريبا بجناح السودان بمهرجان دبي الدولى , ولا أمل فى عودتها قريبا والاخري نادلة محترفة تقريبا بمقهي " بلاكا " الشهير بأثينا , مع والدها الفونس كونتى " ملك الجاز والدتها الكونتيسة " أوجين " وأصبحت وكما
يقولون والكولزيوم نفسه على ما يبدوا صنوان , أما الثالثة طارت "فيرد علية " حسن يني "سريعا:
ـ " طارت يا ناس ... ولا ..طار فى حي المطار..؟اا, فينفجروا فى أسفاف فكهين بالطبع ثم يضيف :
ـ " أعزروني يا ناس وبالمناسبة .. طار فى حي المطار .. دى كانت مسرحية شهيرة .. ثم يقول بأستنكار :
ـ " وهو تانى بالله وفى نظركم فى مسرحية محبوكة أجمل وأظرف من كدا ..؟اا, وهذا " المهيار " القادم الجديد , هو الاحق صراحة الان على الاقل وفى نظرهم جميعا .. ثم ثانيا هو جارهم وشيك أوى .. وبعدين منظم وملتزم للنخاع .. وخد فى بالك كمان قريب " ابوالعز " الكبير .. الكلام هنا أنتهى اا.. ,شىء جاه وضيعات وبنكنوت ونقد أجنبي .. وبعدد سبيب راسك " , وليواصل بامتعاظ :
ـ أريتوا راسك يا " دبرزياتو" يا أخوى .. اليوم داك بفلوق مدني عديل ..؟اا , وليتواصل بتهكم بالطبع مسلسل ضحكهم المزري الطويل :
ـ "ثم ثانيا أنتو سمعتو بنات السلة قالو شنو يوم داك يا "بنجامين ".. يا أخوى قالوا :
ـ .. من أول نظرة حباها ..
وبرقتها طوالى عجبت حماها ..
فخطبوها برنه ..
وعرسوها فى حنه ..
وسكنوها الرياض .. وكمان جوه جنة ", ليتواصل تهريجهم وتهكمهم المسموع وأنا أستعجب , وليواصل باصرار:
ـ ثم ويا لسخريات القدر يا "كوتش " الغفلة , وحتى المصائب النازلة عليك فى
أحيانا كثيرة لا تأتى فرادا .., ولكن قولوا لى وأسالونى كمان دبل هو شنو يا ناس ..؟اا, وما سمعتا كمان .. شىء فظيع , هو يسبقها بسنوات .. , معيد هندسة معمارية ..بجامعة الخرطوم .. وهى ويا لغرائب الصدف بنفس الكلية .. وفى ثالثة هندسة مدنية وبس .. ؟اا, يعنى على كدا يا "جي جي " يا ... خبيبى أستاذي لك حبي ..؟اا وبلاش لمه .. اا, ليتعالي هرجهم وضحكهم ولآخر مدي أتصورة , بالطبع أذكرها لأخر مرة ذاك اليوم وهى تقطع المسافة من بوابة "السيستر أسكول " و لـ : " أسويت روزانا " كالعادة هى وشلة صويحباتها فى تلك الظهيرة القائظة , وأنا على مقربة من " النادي الارمني " أوقل " سودان كلوب ", أراهم أمام أعينى يتفرقنا لتبتلعهم شوارع الخرطوم شرق , كل واحدة وبسلامة قدرها تتجه لبيت أوفلة أسرتها , الا هى وأخوتها يعبرون من سودان كلوب للجانب الآخر , من الطريق المحازى لشارع الجمهورية وللفة مخبز " باباكوستا " لشراء خبز التوست المحمص , وبعض الايسكريم من " سويت روزانا " أو " بامبو" , لينتظروا عند الجانب الاخرسيارة والدهم الكبيرة " الكازيلك " الأمريكية بسائقها المتأنق عم "وهبة " عند لفة أجزخانة قرنفلي أوبالمصنوعات المصرية , ولتقلهم لفلتهم الكائنة بحي المطار , وهى تلحظني عند كافتيريا " أتنى " تقريبا المجاورة .. لخطوط طيران أولمبيك حيث يعمل أخيها الكبير المشاكس "وضاح " مدرب الجودوا بنادى الخريجين , وليس امامى الان سواء أن أفأجئيهم هى وأخوتها الصغار كالعادة , وأدعى أن الصدفة وحدها هى التى تجمعنا سويا لأرافقهم صاغرين لنهاية تقاطع الجمهورية مع القصر , وهى تدحض دائما بابتسامتها الخجلة المتوارية فكرة الصدفة الساذجة جدا , بل وعندما لا التقيها ذاك اليوم أو أى يوم آخر أو يحيل بيني وبينها حائل عرضا أكون فى ضجر, وهى كانت تقول لى بكل تحنان ولهفة متصنعة تستفزني للنخاع , ويا ليتها لم تتفوه بكلمة واحدة أصلا
ـ " جي جي " ..حقيقى أكون يا حبي .., فى ضياع حقيقى حتى التقيك ؟؟اا", هكذا كان دأبها دائما تشاكسني وتروضني .. , وتورطني بلا جريرة أو ذنب وفى حبها الأثر الكبير .. .. .
تمت جزء أول ,,,
فتحي عبد العزيز محمد
سوداني ـ بودابست ـ مقهى الانجلكا
31-12-م 1999
أستراليشيا حبيبتي .. رواية قصيرة من جزئيين ( الجزء الاول ) :للروائي السوداني: فتحي عبد العزيز محمد novel by Fathi