قراءة بحثية: كيف أمنح الحياة للنص السردي وجماليات السرد التعبيرية
"الكتابات الفاشلة هي جرائم قتل للعقل والكلمات، قد يقتلون أحدهم."
"الكتابة هي طريقة الكاتب ليعيش في الجانب الآخر ليقنع نفسه بالخلود."
في سياق النص السردي، وخاصة في قصيدة النثر أو النص المفتوح، نجد أنفسنا في مقصورة الشاعر المنظارية، حيث تنثال الإيحاءات والرموز في سيميائية متفرعة. يكون المتلقي مندهشًا أمام تهافت الحيوات والدهشات في عالم يوهمنا أننا كنا نعيش حياة. إن المعنى الذي به يقاوم الشيء ما يفعله به حتى يتوصل به إلى فعل آخر بسهولة ولا ينفعل به، هو فهم هذا القول الذي يُزاح العلل ويدخل في أجناس أخرى.
إن فهم هذا القول هو إزالة للعلل والدخول في أجناس أخرى، كحال المصارع الذي لا يُصرع ولكنه يصرع غيره. وكذا القول فإنه قوة انفعال ذاتية تواجه مقاومة (ثورة أو ضعف) ما يؤدي إلى قوة فعل، ومجموعها يتم في حدوث حادث على أن حدوثه متأرجح بين المقاومة والانفعال وقوة الفعل (التأثير).
إن ماهية القول في التجدد والتغيير تعتمد على كيفية الطرح لهذه المعاني وصياغتها وسياقها وإحالاتها، ومدى يسر وعسر هضمها. فكثير من المعاني ملموسات لها دلالتها الوجودية، ولكن هنالك المحسوسات، فمنها العدمي وغير المحسوس الذي يحتاج إلى واسطة للإحساس به، وإلى حركة في الشكل والسرعة ومقادير وأشكال وأبعاد، كالهواء والإبصار والوقت. إنها وسوسات تتحول إلى قلق ثم انفعال.
"الوجه الحاد ... أسامة عبد العال غير الضجيج"
"أدجن عقلي أطعن الجنون بقشة بهاجس الظنون، امتشق حبال الكون، أفارق حلمًا وأعود بآخر.
لا أستطيع إطعام رأسي، وأرواء أصابعي بمداد يأخذني ازدحام الرؤى، أسير مجازًا، أفتش في البدايات، في المسلات، في الرقم المنحوتة، وأعيد غسل كلامي بماء بكر لم تدنسه الأنفاس المتسخة، في مكاشفة يستأثرها صمت مفضوح."
"الحب أين هو.. مايكل حمدان"
"أن القراءات المتكررة للنص تعطيك قراءة جديدة كل مرة، من خلال الفكر وفكرة المنظور المتخيل لوجوه متصلة وليست منفصلة، تعتمد التكامل والانفتاح والحوار داخل الذوات المتقابلة والمتناقضة.
يمكن أن تحد أو تقصي وتختزل فكرًا يبني إلى التكاملية والتلاحم لا التنافر والرفض، من خلال تلاحم الفهم والمعرفة الإدراكية والتبادل اللفظي والحوار بين المتكلم والآخر، حيث تلتقي وتتقاطع المعارف والمباحث والتصورات والمفاهيم وتنصهر دون حدود جازمة أو مطلقة.
"أين أنا ... سمير شيا"
"المشكل إنما يتجلى في المبدأ الذي نتبعه لتقويم صورة أولية، بالرغم من وجود مقاومة تقابلنا بها ذواتنا.
في البدء ستتخذ الصورة شكلاً غير واضح، وتتوقف في محاذاة الإدراك الداخلي المتشكل عنها، وستنعطف عنه بعيدًا عن الذات، حتى تتضاعف قيمة الاتفاق بين التعابير الإدراكية الأولية مع الإحساس الداخلي المتوفر في الذات.
ولتفسير ذلك ببساطة، أننا لا يمكننا تكوين مقاربة انفعالية إدراكية ملائمة بإمكانها أن تعطي للنص حياة من منظور فكري أو نفسي من أول قراءة.
"نهر يمتد في مسراه بين الأكف، يرمق الطرقات التي تملأ اللافتات جدرانها، ينظر خلفه، يتلفت خائفًا، انحسر بين الغربة واللغة المفقودة، طرقات تمشي بنا، طرقات فوقنا، تتذكر ينابيع الماء، كن حذرًا، لا تفكر مرتين، وهذه الشوارع الملغومة."
كيف أمنح الحياة للنص السردي التعبيري؟
لكي أمنح الحياة للنص السردي التعبيري، يجب أن أدخل عليه عنصرًا جديدًا كليًا، إنه عنصر المصداقية الإرادية، انطلاقًا من (الغير لأجل الغير)، وأن أتحم كليًا بدون رواسب بالنسيج السردي والمنهاج الفكري والقيمي للنص، وأتجرد من الأحادية الأنوية الملموسة، وأستخلاص الرؤى عبر مصفاة داخلية لنفس أخرى مختزلة إلى درجة صارت معها أداة ستمنح الحياة للنص مع رد فعل معبر يضطلع بدوره المساهم.
الصورة: وردة بوعفار
الكلمات المفتاحية:
"النص السردي التعبيري، جماليات السرد، قصيدة النثر، النص المفتوح، الرمزية، السيميائية، الإيحاءات، المقاومة والانفعال، قوة الفعل، التجدد والتغيير، الإدراك الداخلي، المصداقية الإرادية، النسيج السردي، المنهاج الفكري، الأحادية الأنوية، الرؤى المختزلة، رد الفعل المعبر، وردة بوعفار."
روابط ذات صلة:
-
قراءة بحثية كيف أمنح الحياة للنص السردي جماليات السرد التعبيرية
-
قراءة بحثية كيف أمنح الحياة للنص السردي جماليات السرد التعبيرية
-
قراءة بحثية كيف أمنح الحياة للنص السردي جماليات السرد التعبيرية