القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

قصة قصيرة من مجموعة " زهرة ال هولنده " ..

 قصة قصيرة من مجموعة " زهرة ال هولنده " ..

العزاء المر وما حدث غرب الحارات .. (1)

تلك العشية كنت مغتبطًا،

كسرت إشارة المرور لأول مرة،

تماديت في كسر إشارات المرور

لأول مرة.

دمي على كتفي

وحبيبتي تنتظر.

" مقطع إسباني "

"  الرجل الذي ينتظر إشارة منك -في ان يمحو ما سيحدث - كأن لم  يكن أنا ،

ايحسبنا البعض انا مستوردي افلام صامتة، ،او أننا ممن يبذل جهده من أجل إقامة سباق السرعة للسيارات العاطلة،

بعض الحلول أن نتجه سوية نحو الشرفة، لنقذف بحسدينا قبل أن يتمكن الكسل منا، ونفقد رعايانا بسبب فكرة فاشلة، هل كان الأمر واضحا؟

الشاعر  " حميد حسن جعفر "

-1-

عندما وقفوا ذاك المساء بمقابر حمد النيل , لتوديع وموارات جتمان الخال " أسماعيل جكود" , أحد أعيان الحى المعروفين والذي يشار الية بالبنان , كأداري مخلص ومخضرم لنادى أبوكدوك الرياضي الاجتماعي وقف فجاءة على قبرة يخطب الاستاذ " خليل المحلاوي " المحامي معددا مأثر الفقيد وطالبا لة المغفرة والرحمة الواسعة , حينها لأحت بخاطره بأن " أيهاب " أبن المرحوم وأبن عمتة " سهير " كان يوم وفاة ودفن والدة المرحوم الذي توافق بالصدفة مع ليلة راس سنة مشهودة بثمانينيات الالفية الماضية , كان معزوم وحاجز طربيزة عشاء معتبرة فاخرة مع شلة الطرب والانس البرئ , بفندق الاوكروبولو أو الهابي لاند مودعين بطبيعة الحال العام بليلة حمراء راقصة لاهية , كوأحدة من ليالي الف ليلة وليلة والتى لا تنسي .. , على أنغام فرقة جاز " الرير أستون " الشهيرة المطهمة ليلتها بعازفين مؤهوبيين جدد أوربييون زائريين , ولم يظهر سياتو "أيهاب "شخصيا نائب المدير العام لشركة بيتروناس "سودان "ـ كنكورد سوليوشن العالمية , والسياسي الحربائي المحنك هو وصحبة الميامين , الا فى صبيحة اليوم التالي للعزاء وكأن شىء لم يحدث ... ولم يكلف نفسة لا هو .. ولا صحبة المياميين فى أخذ الفاتحة .. ولو على أستحياء , وأنما أندمجوا بقوة عين يحسدون عليها فى الونسة والتهام فطور صبحية المعزين المجهبز , هنيئا مرين مستخفين وياسبحان الله بعقول الجميع وكانهم شاركوا بالفعل الليلة الماضية , فى كل مراسم الدفن الطويلة والتى أمتدت لما بعد منتصف الليل , مراهنين بالطبع على زحمة المعزين والحشود الكثيفة العدد التى شاركت فى الدفن , للتغطية وزر الرماد على العين ..

-2-

أندمجوا بعد الفراغ من الافطار مع بقية المعزين الاكارم ذلك الصباح , والذى كان أجازة بمناسبة ذكري الاستقلال , فى ونسه رياضية سياسية معتبرة ومتعمقة على الجنب , وهم يوزعون السجائر والقفشات والضحكات فيما بينهم بكل أشكالها وألوانها , للحد الذى توهمت وتشككت بانهم فعليا ربما كانوا حضورا ليلة وساعات الدفن ,وأنت الوحيد المخطي .. أو أختلط أو تشابه عليك البقر , بالطبع لم تسال من قريب أو بعيد أي منهم على كل هذا الاسفاف والتجاهل والملق والضحك المزري على الذقون ,ولكنك قلت داخلك  :

ـ الحمد لله الموت ما بقيف على أنا وبس , .. والحياة ما بتقيف على وحدي .. , والدنيا زي مابقولو سدايه .. ورضايه .."..

ـ وسارد لهم قريبا الصاع صاعين .. , أنشاء الله وفى فقد عزيز لديهم .." , لكل ذلك صمم المراجع القانوني المتضلع " موافي " بجدية لحظتها فى أن يعاملهم بالمثل , فى مقتبل سنين العمر والايام القادمات على قاعدة السن بالسن . والعين بالعين والبادئ أظلم .. , لكن الان بعد عودتة من أغتراب أمتد تقريبا لذهاء سبعة سنوات .. , أخزي شيطانة وقام بالواجب وأكثر , وللحقيقة أن كل المعارف بالحى والاحياء المجاورة كانوا حضور فى مناسبة الدفن المؤثرة ,  وبالطبع صادف هناك أعداد كبيرة من الاصدقاء والمعارف مما أشهر بالتالي قدومة الميمون , ولم يكف حتى اللحظة ذاك الدرويش المخبول " سلام ود أم دبالو ", من أن يعلن وصولة ومقدمة السعيد على كل الفريق والاحياء المجاورة كبانت غرب والعباسية جنوب عندما كان يصيح فى النواصي بأعلي صوتة :

ـ " .. الليلة يا ناس الحلة ..  الحاضر  يحدث الغائب , " موافي  " ود المرحوم " المؤذن " على فرجوني  " المراجع القانوني  بمكتب جمال حسبو وشركاة بدبي , .. وصل أمدرمان في اجازة   .. " أو يقول بملئ فيه في مناسبة آخري  :

ـ " الليلة يا ناس .. يا هوه .. ولمعلوميتكم عرس أخلاص بنت عم حميدان النجار .. , على عمار ود يوسف الجزار .. وهكذا " , لكن بعد الدفن مباشرة سرت معلومة قوية , بأن ألعزاء سينقل لبيتة أولادة الجديد بالثورة الحارة مائة " الصحفيين " , وليس بمنزلهم العائلي الكبير القديم بـ " بأبوكدوك " , ولان المشوار حقيقي كان صعب الى هناك مع المواصلات السيئة والغير متوفرة , وهو نفسة لم يكن يعرف بالضبط عنوان المنزل الجديد أو موقعة , لذلك وجد نفسة بطيبة خاطر يصعد مع بقية المعزيين على أحدى العربات الذاهبة للعزاء بغرب الحارات , وعلى كابينة خلفية حوضية مكشوفة لسيارة لاندكروزر بك آب آخر موديل ومكشبة بالكامل , وهي تتهادى بنعومة ورشاقة تحسد عليها , تحمل معهم صندوقين شاي وجوال سكر كنانة وحيد رشيق وظريف.

😚

بداخل خلفية السيارة التى أنحشر فيها على عجل , تفاجئ بوجود زميلة القديم بالجامعة " هيثم ود الكلس " المشاكس , سليط اللسان والمثير للجدل بحق وحقيقة , ولينتهزها الاخير فرصة لدردش طويلة سمجة غير مرغوب أو مرحب بها , خصوصا وفى مثل تلك الظروف والاجواء ولكن ليس باليد حيلة , كما أنة لم يكن يعلم حتى اللحظة بأنة أصبح بين يوم وليله أحد ألابواق الاعلامية لأبن الخال الباشمهندس كبير المقام " أيهاب " وبالمجان , أو من منازلهم أو أن يكون مقصدة الخفي الخبث الوقيعة بينهم , أو أستثارتة لدرجة أن يمتعظ ويتفوه بلفظ جارح يخدش أو يستفذ أبن الخال , ويؤدى بالتالي لتعميق الجفوه والعداوة الغير مفهومة أصلا بينهم , والصيد فى المياة العكرة بالوشايات وتوسيع هوي الجفوة والفرقة بينهم ولابد .. الآبدين , لينال بطرف خفى حظوة الباشمهندس وملقه ورضاءة المستحيل , وياللغرابة فى ثياب الناصحين والحادبين على مصلحة الجميع .. , ولينسي نفسة ويتحدث بلا كابح أو ضابط وأنت تستعجب لاستدراجة المقيت بعين وآذن صاغية ليقول لك :

ـ دائما يا سيد " موافي " يا حضرة المراجع القانونى الدولي .. , يعجبني ذكاؤك اللماح وقوة بديهتك , ومنذ أن كنا زملاء بـداخلية " أب قرجة " .. , الحمد لله الحكمت عقلك وفكرت سريع وأنت ما معاك الان سيارة ..

ـ وأختصرت كمان الوقت والكثير من المتاعب والشلهدة .. , وأتوكلت وركبتا معنا ..", وليواصل :

ـ صدق حتى مواصلات لغرب الحارات أصلا صعبه شديد الايام دي .. وتلتلة ..

ـ وأنت الان حديث وصول وغريب ديار ووطن " , بالطبع تقبلت سريعا تلك النصيحة الغالية عن المواصلات وأحوالها وأنت يا لعجبي تومي لة شاكرا ومحرضا , ولتقول لة بعدها مستفسرا وبأسي :

ـ صدقني يا حضرة الافوكاتو القدير " هيثم " أنا فى سباق مع الزمن ساغادر صباحا .. , للاسف الشديد وسوف لن تسعفنى الاحوال والظروف لمقابلة حتى الكثيريين والقادمين من البلد .. , خصوصا ناس مروى ولا تنقاسي السوق .. لا أولاد عمي رغيم .. ولأ حتى عمي الحسن ,  ..

ـ وحتى على ما أظن أبن الخال الباشمهندس " أيهاب " , لاننى وحسب ما أعلم بأنة نقل من مكتب رئاسة الشركة بـ " كوالالامبور " .. , للعمل متفرغا والله أعلم بمصفاء كوستي أو الابيض .., ليقول له مقاطعا ومفاجئا :

ـ لا أبدا يارجل باشمهندس " أيهاب " قول حاجة غير كدا .. ؟ كيف ينقلوا خارج العاصمة وللمدن والاقاليم البعيدة ..

ـ لا .. لا أبد أسالني أنا ..؟اا ,الشركة محتاجه لية شديد هنا فى الخرطوم .. , ومستحيل تفرط فية لاي جهه كانت , .. وهو موجود منذ فترة طويلة برئاسة الشركة بمبانيها الضخمة والتى تجاور الفلل الرئاسية وبرج سوداتل ببري .., كما أنة كان شخصيا وحضوريا الان بالمقابر وقت الدفن .., وتقبل العزاء من الجميع ..

ـ بس الاما أتقابلتوا مع الزحمة .. , أو أنك وصلت المقابر متاخر حبتين ..

ـ المهم هو موجود الان .. , والحمد لله حتتقابلوا بعد قليل ببيت العزاء بمنزل أولادة .. , ليواصل :

ـ ثم ثانيا يا أخوئ خت فى بالك وأنتبه حتى هذة السيارة الجعيصة اللاندكروزر الفارهة .., التى تتهادي بنا ونحن على ظهرها يقودها هو شخصيا .. , وهى الاحدث ومن ثلاثة سيارت يمتلكها تقريبا أو مخصصه لة من قبل الشركة .. , وليواصل :

ـ بس ربما التظليل قد حال دون أن تنتبه لذلك .., بس قول خير " ,وبلا تكلف يواصل قائلا ,لافض فوه وأنت مزهول للدور والمكنة الاعلامية الهائلة الجبارة المجانية التى يملكها , ويسخرها فى خدمتة ولايمكن حتى مجاراتها .., ليواصل :

ـ ثم ما وصلك ولا شنو .. ؟؟ اا , على حظة المابقع واطه .. , الشركة العام الماضى أرسلته لجامعة " نيوكاسل آبون تاين " بالمملكة المتحدة , وتحصل سريعا على درجة الدكتوراة  .. , وهو الان الامانتي ليك الكل فى الكل .. , ونائب أيضا للمدير العام للمؤسسة العامة الجديدة للصناعات البتروكيمائية بمنطقة قري الحره .." , وليضيف :

ـ وفى الحقيقة مختفى عن الانظار لمشغولايتة الجمه , وعضويتة بالكثير من اللجان .. وشىء محاضرات حتى بالعديد من الجامعات وغيره .. وغيره ..

ـ وحتى الاربعة وعشرين ساعة أصبحت ويا سبحان الله لاتكفيه .. كما يقولون .. .

ـ ولكن ماشاء الله خيرة سابق على الجميع .. , وفى كل المناسبات والمواجبات الضرورية .. وهو بالطبع معزور .., فقلت له :

ـ طبعا طبعا .. الله ينعم ويكرم ويبارك .

يتبع "2" ,,,

فتحى عبد العزيز محمد

ساحة البوليفار ـ طنجة

2/6/2004م