القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

المعالجة الفنية والإسقاط السياسي في قصيدة "الصيد الثمين" للشاعر عبد السلام أضريف

بقلم: خالد أسعد علي

alt="خالد أسعد علي، كاتب وباحث أدبي، صاحب مقال المعالجة الفنية للقضايا المصيرية والإسقاط السياسي في قصيدة الصيد الثمين"

 خالد أسعد علي – باحث وناقد أدبي


المعالجة الفنية للقضايا المصيرية و الاسقاط السياسى فى قصيدة / الصيد الثمين للشاعر/عبد السلام أضريف

بقلم/ خالد اسعد على

الصيد الثمين

لا يغرنكم أسطول شبح او مدائح
لا تغرنك عربة جدعون ايها السفاح 
فعلى مثنها يوجد خايف  مرتجف  نَبٌَاح
هي قبرك ايها المِرزاح 

قف مكانك ايها اللذود الدٌَباح 
نهايتك مصيرك على يد رجل جحجاح 
هذه ليلتي وارضي ايها التمساح

ارْمِ اُخَي عدوا لله ،فدمه مستباح 
 فبعظام الموتى نصنع الحب والرماح  
وانسِف خططه والانفضاح

نحن في حقولنا وانتم سُواح
في مَوجِنا السخي نستحم كل صباح 
لا سند لنا سوى الفرد الصمد الفتاح 

والطيور الجوارح الاَقحاح
فاسألوا عنهم الأسفار والاِصحاح 
وان سنابل القمح لِوحدها من تُضمد الجراح 

وتجبر الكسر وتعالج الاقراح 
الياسمين حرة لا تعرف الانبطاح
مقدامة زيتونة تسعى دوما الى الصلاح 

تأبى على نفسها الخنوع وبيدها كَرز وتفاح
وفي قبضتها لحن وخلود ووشاح
وعلى كتفها نعش ومِصباح

فالقادم من الايام جحيم عليكم واَتراح 
نحن لا نخشى الردى واليه نرتاح
اسمع يا صاح هذه ليلتنا وحلمنا والنجاح .

 لكم العُزى ولنا النصر و الفلاح  
فعربةجدعون سَتُكسرها سلالة ابي الدحداح 
فقط قليلا من الصبر فلن نُسامح

خطابي لك يا ضعيف الجوارح 
هدفنا سام قَوى وواضح 
اٌمنا بالناقة وبِنَبي الله صالح

لا يغرنكم أسطول شبح او مدائح
اِن كان عُدوانكم  ابراج واجتياح
فذاك في عرفنا استقباح

 والقادم من الأيام لنا والاِستصباح
وراي عام دولي ،اِنه نعم السلاح 
فاسألوا زرقاء اليمامة والشٌُراح

واسألوا التاريخ وعلماء الكفاح
والفيروس التاجي وما فعل اللقاح
نقول الحق ولا نبغي المزاح

لنا حدود ومفتاح
وليس كل شيء عندنا مستباح
لكل هدف نبتغيه لذينا مَلاح 

حتى اٌلياتكم يُسمع لها نُواح
فضرباتنا موجعة فهنيئا لكم الاقداح
هذه رسالتي فَذُق ايها المِشحاح 

الله غالب 
عبدالسلام اضريف 
  

مقدمة

ما من شاعر ذو حس و طن حر ألا وقد تأثر بما يحدث من أحداث مأساوية على الأرض الفلسطينية لكن تختلف طريقة العرض و التوجه و الغرض الذى من أجله يتبارى فى هذا السباق الممتلئ بفحول الشعراء لذا فإن الناقد قد يلتفت الا الرؤى ذات الصياغة الإبداعية من حيث الشكل والمضمون بل قد يحدث تفردا فى بنائه الفني يكون مثار جدل عند الدارسين وهذا ما سوف نبقى الضوء عليه مستلهمين فى ذلك المعايير الكمية و الكيفية فى الحكم على هذا العمل الفنى محاولين الكشف عن الجوانب الإبداعية لهذا العمل وما يشكله من أثر على المجتمع

اولا طريقة البناء الفنى القصيدة

جمع الشاعر بين القصيدة الكلاسيكية و القصيدة الحديثة فى أنه حافظ على القافية بينما أفقدها الوزن للعروض مما أعطاه القدرة على خلق تراكيب فنية فريدة من نوعها فى قوله هى قبرك ...... الايام جحيم ..... لكم العزى ولنا النصر و الفلاح اسالوا التاريخ.....تجبر الكسر ....تعالج القرح ..... ولا ننسى أن اعتماد الشاعر على الأسطورة التى على أساسها تم بناء العمل الفنى وهى عربة جدعون وهى تلك العربة المشهورة عند المجتمع الفلسطيني و التى تدور حولها القصص و الحكايات و هى التى من خلالها يستدعى الشاعر الأحداث بل إن الشاعر قد استطاع من خلال أسطورته أن يعرض قضيه متخذا طريقة الهجوم لبث الفزع و الخوف فى نفوس الأعداء على الرغم من اعترافه بالمأساة التى يعيشها شعبه مؤكدا لهم أن الغلبة لنا فى النهاية و يظهر ذلك في قوله قف مكانك ايها اللذود الدٌَباح ثم نجده يقول , نهايتك مصيرك على يد رجل جحجاح. ثم يقول لا يغرنكم أسطول شبح او مدائح. تكشف هذه الجمل عن مأساة الشعب فى مواجهة العدو إلا أن الشاعر رغم عمق هذه المأساة يقف بثبات و قوة يستخدم اسلوب التهديد و التخويف متنبئ له بالنهاية المأساويه على يد رجل عظيم الشأن

أسلوب الخطاب في القصيدة

أعتمد الخطاب فى القصيدة على الشكل التقليدى باستخدام أسلوب المخاطب وهذا ناتج رئسي لمخاطبته لشخص بعينه و إلى كناه بعدة صفات منها السفاح. ....... اللذود الذباح ...... التمساح ... ضعيف الجوارح. ... ومن تلك الصفات يكشف لنا الشاعر عن شخصية هذا المجرم الذى يشير إليه و هو رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لذا فإن خطابه كان فى الصيغ الإنشائية فى قوله لا تغرنك....... قف مكانك ... أسالوا الأسفار ..... اسالوا التاريخ... الزم اخى ....مما كان من نتائج هذا الخطاب براعة الشاعر فى أحداث مقارنة لإثبات أن الحق له تلك المقارنة التى بنيت على الضيافة الأمرية فى استدعاء الشاعر التاريخ و الأسفار و الصحاح من الروايات بل قد اتخذ من الطبيعة إثبات لهذا الحق فى الارض بقوله نحن فى الحقول و انتم سواح أن هذا الشطر يكشف أن الانتماء للأرض و الأحقية لأهلها أما هم فغرباء لا ارض لهم عابرون سائحون ليس لهم اى حق فيها و يؤكد هذا المعنى قوله لنا الحدود و المفتاح أن الشاعر يبرهن على احقيتهم فى الارض بامتلاكهم الحدود التاريخية التى تشهد على ذلك و مفاتيح المنازل التي طردوا منها دليل أخر على صدق الشاعر

ثالثا أثر استخدام الرمز و الاسقاط السياسى فى القصيدة

لقد لجأ الشاعر لعرض قضيته استخدام الرمز الذى من خلاله احدث إسقاط سياسي كاشفا عن المأساة التى يعانيها شعبه تحت وطأة الاحتلال الغاشم و يتضح ذلك فى استخدام كنيتة بالسفاح وهو يرمز إلى القتل و الفتك الذى احل بالشعب الفلسطيني. ذرقاء اليمامة .....الحدود و المفتاح .... الناقة و نبى الله صالح .... العزى إننا عندما نقف على تلك الرموز التي ساقها لنا الشاعر نكتشف أنه يؤمن باليهوديه كدين إيمانا لاشك فيه رساله منزله من عند الله تعالى لكن ما يقوم به هذا السفاح ضد الشعب الفلسطينى ليس من الدين مما يدفعنا إلى الكشف عن جانب الابداع الحقيقى عند الشاعر وهو

موقف الشاعر من الحرب السلام

و سنتكمله فى الحلقة القادمة

بقلم خالد اسعد على

31/8/2025

انت الان في اول مقال