قصيدة: عِشْ صباك
العرائش – 29 يوليوز 2025
بقلم الشاعر: حامد الشاعر
عِـشْ صَـبَاكَ هُـنَا وَالتَّصَـابِي تباهَ بشدوك بين الروابي وغنِّ وأهلُ الغِنا لا ترابي وكن في الهوى ذلك المتصابي وكن طيّبًا للعدى لا تحابي تملَّ بكأس الهوى لا تكسرْ وقبل الثمالة تلك الخوابي ونايا تذكرْ ومن دونه لا تسافر ولا تنسَ حمل الرباب نداء الهوى المستجاب بسكر يُلبّى فمن كأسه المستطاب فلا شيء منه ألذ فأدمنْ به مستلذًّا لذيذ الشراب ويكفيك من كأسه ما تلاقي تملَّ سكورا بطيب الرضاب وعِشْ قصةً فيه لا تنتهي كي تعود إلى عنفوان الشباب تلذذْ بكل العذابات فيه ويحلو الهوى لذةً بالعذاب وعن أمره لست يجدي التغاضي ويجدي مع الأغبياء التغابي يَلِذُّ اخْتِمَارًا وَقَلْبِي سَقَاكَ ومن شهده المستطاب المُذاب هنا عشْ صباك وهذا التصابي هناك به اشتد وقع المصاب محبًّا فقلْ للمحبين شعرًا وعدْ للبيان وفصّل الخطاب وكالعاشقين فكن مستهامًا وسمِّ المحبة باسم الحباب وصاحب كبار العقول فلن تسْ تقيمَ سوى بامتحان الصحاب وداوِ العليل ستشفي الغليل بفرض السؤال ورفض الجواب وفي اللوم كن منصفًا للحبيب ومهما يطول زمان العتاب وألقِ سناك عجيبًا أراك تحطُّ السنا من وراء الحجاب وناغِ الهوى لا تناغِ المهاوي تجد في المعالي علوّ الصواب وغيضًا لسوف ترى في الذهاب وفيضًا لسوف ترى في الإياب ذهابًا إليك عهدناه هُدْنا إيابًا فعدْنا بحسن المئاب ومن كل شيء بلغت مرادًا بلغت مرامًا بغير النصاب على ماردٍ يتصابى أراك ملاكًا تغر برمي الشهاب بقوم غضاب فنحن ابتلينا فلا ترضَ من يحتمي بالغضاب وعز مصابي فلا تبتليني بفرط الشذى بأذى أو معاب إذا ما سقيتَ السكارى بخمر الهوى لا تحاول بلوغ اللباب حياتك عش عاشقًا أو عشيقًا وكن في الحمى كالمليك المهاب هو الحب للداء يبقى دواء ويبقي على القلب بعض العباب يُجازى العدو عليه عقابًا ويُجزى المحب بحسن الثواب تعالَ عجيبًا وكن لي مجيبًا ترى الحب يأتي بأمرٍ عُجاب حضورًا بهيًّا فكن مستطيبًا فلسنا نطيق دوام الغياب بهذا الهوى لا يفيد اجتنابي أنا في هواك مهيب الجناب وقبل المسير إليّ تحرَّ معي سالكًا عن جميع الشعاب من النار والريح أخشى وفوق هشيمي فلا تلقِ عود الثقاب لهذا فعشْ منك ذاك الهدير إلى برّه رد بعض الضباب ولا تخشَ حكم المنايا وحيًّا إلى حكمةٍ عدْ وعدْ للكتاب وعند التردي وكالعارفين فقل لست إلا أَديمَ التراب وحرًّا فكن في القرار وهاجر ولا تمضِ عبدًا بوادي الذئاب تريثْ وقبل القرار قريرًا فلا تَكْتَرِثْ بنباح الكلاب هناك وقفنا نراك حذارِ هنا والوقوف بباب اليباب سواك فما قد دواك عمارا هواك فكم يُبتلى بالخراب أدم ما بنيتَ وكل البُنى لا تهدمْ وواصلْ بناء القباب ولاسم الحقيقة فانظرْ ومهما جرى لا تُبالِ برسم السراب يشفّ المكان ودون الحساب يمر الزمان مرور السحاب تمتّعْ بدنيا الصبا والتصابي تجد في الصبايا احمرار الخضاب وامشِ وراء الكواعب زهوًا وتدري خطايَ بزهو الكعاب وتنأى بعيدًا وطول النوى من تناءى فلن تحتويه النوابي تركتَ الشذى للربى والمرابي وتمضي الأقاحي وحيث الروابي فلم أفتعل ما يريبك يومًا لماذا وقفتَ طويلًا ببابي؟ وطوبى وللودعاء فشيّدْ وديعًا قلاعًا لنا بالطوابي وعذبًا قل الشعر حتمًا تجازى فمن ربَّه بالعطايا الرغاب
📌 معلومات القصيدة:
النوع: قصيدة عمودية
الوزن: البحر المتقارب
الكاتب: الشاعر حامد الشاعر
المكان والتاريخ: العرائش – 29 يوليوز 2025
شعر عمودي, البحر المتقارب, حامد الشاعر, قصائد عربية, التصابي, الحب الصوفي, الشعر العربي الفصيح