القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

احتفاليّة.. قصة قصيرة. بقلم: روزيت عفيف حداد/ سوريّا

احتفاليّة.. قصة قصيرة. بقلم: روزيت عفيف حداد/ سوريّا

احتفاليّة.

  اتّخذت قراري بشراء فستان يليق بالمناسبة، وبما أنّي متناسقة القوام وحنطيّة اللون، فإنّ كل الأشكال والألوان تليق بي وبشبابي المشرق.
اخترت أفضل محلّات الألبسة، أنظر هذا وذاك، ألوان رائعة وأقمشة متنوّعة: الهفهاف والمخمليّ والحريريّ….
  اللون الأصفر يشدّني من جهة والبنفسجيّ من الجهة الأخرى، يلحّ كلّ منهما ويذكّرني بأنّي أهواه وقد أعلنت ذلك مراراً وتكراراً ؛ أمّا باقي الألوان فقد كانت تسير خلفي في مظاهرة صاخبة لا أوّل لها ولا آخر.
طلبت من صاحب المحلّ أن أجرّب أحد الأثواب، ثمّ آخر، ثمّ آخرين؛ وفي كل مرّة أدور وكأنّي أحضن حبيبي وأتمايل مع الموسيقى؛ ترك الموظّفون عملهم وانبهروا ببضاعتهم كم ازداد جمالها. ثمّ!! ما هذا!! النّاس تتزاحم أمام الواجهات الزجاجيّة، يتدافعون لرؤيتي.
سُرّ صاحب المحلّ، فقد حصل على دعاية واسعة ومجّانيّة فوقّع معي عقداً، بموجبه، أزوره كلّ يوم، في وقت الذّروة، أرقص بأثوابه الجميلة، وافقت على أن أصطحب معي حبيبي وقيثارته.
في اليوم الموعود، الذي تنتظره كلّ الصّبايا، تجمّلتُ وارتديت فستان الزّفاف الّذي أهداني  صاحبُ المحلّ، أعدّ اللحظات لألتقي حبيبي..

وصلت إلى مكان الاحتفال وإذا بالنّاس والموسيقى والزّينات والفرح قد سبقوا.
هناك، كان حبيبي يتأبّط، بحركة تملّكيّة، ذراع روبوت لعارضة أزياء كانت في المتجر؛ فوجئت وتجمّد الدّم في عروقي،
سألت نفسي: هل، أنا، عشقتُ روبوتاً؟
مَن أنا؟

}