أدباء الذاكرة
منشورات العرين للابداع والثقافة
من طهارة الفرصة الأبهى.. أنني تلقيت منذ فترة ليست بالقصيرة دعوة منك على الفيسبوك.. و كم أسعدتني دعوتك..
..........
... مازال الوفاء براري تركض فيها و لم يزل قلبك تشرعه على السواقي الطهر.. و كيف لا تكون ذلك.. و ماء عين الفوارة يسرى فيك كما الدم.. الطفل الذي داعب الشمس في" بومرشي" و عد حبات المطر في "طنجة" لم يغادر ابدا.. و انت تصَّاعد في أعالي الابيار و تلامس التاريخ في القصبة..
أيها البهاء.. و هاتيك "النصر" التي كانت لك نصرا و سبقتني اليها بالمحبة و بالحرف الذي كنت تختاره فيحملك إلينا مختالا.. نراك هنالك في المسافات رأي عين..
يمضي بك العمر.. يخالط فيك ثلجا مبهجا وَ اخضرارا جالبا مدهشا.. ولم تلفت الى الذي مضىََ منه ولا لعد الأعوام منه فأنت مشغول بحساب الأوراق و الدفاتر التي ضمنتها فكرا يستهدي الإنسان و رؤى جسدتها. يداك.. في أبهى ما يتجلى الفكر.. و كنت جليا..
أيها التجلي.. الباحث عن إزالة الدرن العالق بالأنفس حينا و حينا بالاذهان.. تغسل الشوارع مما تركه.. عمدا.. الكناسون للمبدا.. البدالونَ للمواقع و ربطات العنق.. فكنت رسولا يحمل المطر.. ليعيد للمدينة بياضها أو بعضه.. كأقل ما يحمله الكف من الإيمان.. حتى تستنهض الذي أردته أن يزيل أغبرة عن الأغلبية الساحقة حتى يكون زعيما يحصد دقيقا نقيا لخبز غير متسخ...
و لأنك تعلم أن الهامش دوما في الظل لا تأتيه الشمس.. كان بدؤك من حارة طرف المدينة.. لترسم بدرا ينسي الذين بهم مس من عام 11 سبتمبر.. و ينير لهم الحالكات..
أحبك.. لأنك تمشي في أزقة الفقراء ملكا.. و مختالا على صفحات نيرات مخرجات الهمم من آخر المغامرات و الكهوف.. تسعى لإيجاد إنسان.. لا يعرف للجغرافيا حدا.. ياخذ من التاريخ الزبرجد و المرجان و يحمل مرآة ليرى فيها السوء الكامن فيه فيكنسه..
احبك.. فالقلم الذي يعشق ليلك.. أرخ لزمن روائي جديد..و إن اختلفت فيه الرؤى أو تقاطعت.. زمن جيلالي خلاص.. و جمال فوغالي و آمين الزاوي.. و محمد زتيلي و مصطفى نطور و بختي بن عودة و باديس فوغالي و الغماري و علاوة وهبي... وووو
... و لأن قلمك تغلغل في الشوارع و المدن و الحضارات البعيدة.. فحمل إلى متساكنيها خبرا في " الخبر" الذي أعليت إسمه رفقة ثلة آمنوا زمنئذ أن البدء "حرية" للكلمة و للرأي.. و ان الفكرة وجب أن تقارعها الفكرة.. بعيدا عن الظلامية.. أيا كان غراسها..
لا أحبك.. لانك طاهرا.. صادقا.. فولجت أزقة نتنة.. قذرة تسمى السياسة..
و رغم ذلك.. فأنت الذاهب في العلا.. بحبرك و شفافية محبرتك..و عال كما منبتك الأول.. أو ليس المنشأ الأول في البلد " العالي".. كما النخل البهيات..تعاليا و ظلا ظليلا و ثمرا طيبا عميما..
......
إعلم أيها العزيز.. أني ما أزال أحب قلمك..
..........
للبؤات" العرين" نادية و سليمة و نورا.. آيات الشكر و سور العرفان.. لكن المجد.. و لنا الفخر..