القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

انطباع عائد من مهرجان الأيام الرومانية في عددها الخامس من تنظيم جمعية سنا سفيطلة بسبيطلة الياسمين ولاية القصرين/ تونس

 انطباع عائد من مهرجان الأيام الرومانية في عددها الخامس من تنظيم جمعية سنا سفيطلة بسبيطلة الياسمين ولاية القصرين ،تحت إشراف الشاعرة العربية:"ضُحى بوترعة"،بالتنسيق مع مدير المهرجان السيد "حافظ بولعابي" تحت شعار : "تاريخنا يحدد مفهومنا للهوية" و كانت المشاركة من قبل :(الجزائر ، تونس ،اليمن ،سوريا ،العراق ،فلسطين )

  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وصل البعض بيوم قبل الإفتتاح ،و كان الإستقبال رائِعٓٓا وفي مستوى الضيوف من قبل الشاعرة العربية :"ضُحى بوترعة" "بفندق المهدي" بنجومه الثلاث ذلك المقصد الهادئ و المزبرج بكل ما هو تراثي محض ،يتوفر على كل وسائل الراحة لزواره ومع إشراق شمس سبيطلة وصل بقية المدعوين و كان  الحديث من ذهب مع الأدباء العرب- تضوع أريج العرب الأقحاح ،فلسطين المقاومة أب عن جد والتي أخذت إبان المهرجان حصة الأسد بعد قيلولة مع الحميميات والمناجاة لوينا إلى دار الثقافة مع نسمات الأصيل،حيث عرض اللوحات بمناكب الدار،فرحنا نتجول بينها ونحاول استنطاقها،وهنا لك كان الترحاب من جديد ،من كرم وجود وطيبة شعراء من تونس الخضراء،فإنعطفت بنا العربية ضُحى إلى مقصورة مرتبة للضيوف مزبرجة بكل ما هو طيب وجميل من أنواع الفواكه والمرطبات والمشروبات ،وكان الحديث شائق بين طاولة ونمارق ،إلى أن دق جرس الرسميات،ولجنا القاعة المنجدة  أفرادا و جماعات،ليتم فتح المهرجان بحضور والي القصرين "رضا الركباني* ،وكذا عميد سبيطلة "حامد الرياحي" وطغمة من السلطات و المهمين،وفي البهو زينت الجدران ورصعت الزاوية بكل ما هو مناسب للمهرجان ،إلى جانب الملابس الفلسطينية المتنوعة ،تحرسها تلك الحسناء الهيفاء التي تشرح لزوارها بإبتسامة بريئة وصوت لا يضاهيه إلا صوت السنابل حين تتشرب المطر ،وعلى منبر التغريد تونسية جميلة عفيفة أنيقة وصوتها يستقطب ،وهي تثني مجلجلة على حضور الدول العربية الخمس الصديقة والجزائر الشقيقة،وإبان حفل الفتح تحدثن بعض الفلسطينيات إزاء قاعة معجة بالحضور ،عن فلسطين الحبيبة ،بكل مرارة عن أرض صارت حطيبة ويبقى الأمل في المقاومة بعد الله جل جلاله ، وقامت الفنانة الشابة"روان الراشدي"بتقديم لوحة فنية هادفة تحت عنوان: "العزة لغزة" من اخراج : "ثريا الدربالي" فهي لوحة راقصة  ترتكز على التعبر بالجوارح ،نالت  إعجاب الفاهمين والمثقفين ، وسُتضاف إلى عداد التضامن مع القضية الفلسطينية وانتهت ساعات الإفتتاح وبارح الجمهور ،كل واحد إلى وجهته،وأسطوانة التاريخ تترد بتلافيف دماغه كالنشيد ،الأغاني الفلسطينية وأناشيد غزة التي ترافقها وتواكبها رقصات مطابقة لا يعرفها إلا من هو متشبع بماهية  لموسيقى المركبة والسبل المحببة،وكذا لا المسرحيات التي يرافقها مشعل النار والسيف البتار ،تحية لمخرجها والممثلين ،أما نحن فقد انثنينا إلى فندق المهدي شاكرين في النجوى كل المنظمين والعارضين و الممولين ،والساهرين على انجاح هذا العرس التاريخي والأدبي الذي سيكون ناجحا بامتياز ،بحكم بدايته التي تبشر بذلك،رحنا نتسلل بين الشوارع والأزقة و الأحياء الشعبية التي تصارع الأحياءالجزائرية،ولا سيما في بعض الحواضر الصحراوية،في الجنوب الغربي بالتحديد ،نحمل مشهدا لتلك الفنانة  الصبية : "الراشدي روان" التي ٱسرت الجميع برقصتها الجسمانية المعبرة التي تدخل ضمن التضامن مع "القضية الفلسطينية"،وفي صفحات أدمغتنا تتردد أنشودة :"أنا دمي فلسطيني"ثم لا ننسى مسرحية معاناة الأطفال التي قدمها "أمين دلهومي" بمعية بوغزة،نصف ساعة استراحة "بفندق المهدي" ،وبعد العشاء حضرنا سهرة فنية مختلطة ، وفي منتصفها عزمنا الشاعر التونسي "حبيب موساوي" فامتطينا سيارتنا صوب مقهى مترامية ألأطراف نائية عن "سبيطلة" نعير المنعرجات على مهل و نجتاز المنعطفات في حيطة وحذر إلى أن وصلنا يماشينا الدكتور اليمني "الشريف الحصيف" المثقف "مجيد الرحمن الوصابي"،وبين طاولة على الحشائش و مثلجات كان السمر على ضوء القمر،طرائف والضحك حد القهقهة،يلي ذلك حديث في الأدب والتراث وأساطير الهوى التي تروى بين العرب ومنها "قصة حيزية".وفي اليمن أختها تحت اسم مغاير ،وعدنا إلى مرقدنا "بسبيطلة" مع الثلث الأخير من الليل تنعشنا  هفهفة النسيم التي تماشينا متسللة من نوافذ البولو عرجنا على بيت الشاعر الحبيب موساوي القابع على شواطئ المدينة،ودعناه على  التلاقي،غدا بدار الثقافة،وصلنا فركنا سيارتنا  بمناكب الفندق،ونمنا نومة العصافير حتى انبلاج الفجر،وكم كنت منتشيا بين أشقاء العمر التونسيين،التونسي يدخل القلب من أول كلمة يبوح بها ،تجد هذا عند الشاعر والدكتور والفلاح والإنسان العادي وصاحب المقهى ،والعطار و بائع النوار ،طيبة بشاشة تفتح ورقي .

ومع إشراق شمس جديدة والعصافير تتنقل بين الشجيرات ،رحنا نتجول في كنف المدينة الهادئة،إلى دار الثقافة حيث أشغال اليوم الثاني من المهرجان شاهدنا أو عرض ألا وهو معرض للحجارة المنقوشة بطريقة فنية،استوقفتنا ،فلابد لنا من قراءة  واستنطاق ،فشكرا للفنان البهي :"أيمن الهلالي" الذي رحب بين الرحيم الفنانين السامقين ،وشرح لنا مضامين الحجر والزيتون والحجر ،ثم مباشرة إلى الندوة العلمية التي نشطها ،كل من الدكتور  : "فيصل التليلي"،الذي عرًف جمهوره  المحترم على غزوة  العبادلة السبعة ـ من الفتوحات للإسلامية إلى التوسع الجغرافي بإفريقيا،ومحاضرة قيمة ثانية ،تكرم بها الدكتور اليمني :"مجيب الوصابي" والتي كانت في مستوى الحدث ، وبعدها قراءة في أعمال الشاعر العربية : "ضحى بوترعة"  الشعرية ،من قبل  ( منوبية الغضباني و محمد علاڨي) ،تخللتها قراءات شعرية لهؤلاء الذين يبارحون ولم يحضروا لنشاط اليوم الثالث لأسباب خاصة ،ومنهم : "الكاتب سعدي صباح" من الجزائر ،قراءات شعرية مختارة ، زاوجت بين الفصيح والملحون - بين هو وهي،ثم إضافات نقدية أخرى  بناءة،تصب في الموضوع ،وجرعة من التعقيبات التي لا تسقط ماء الوجه ،وتجعل من الفكرة فكرتين ، وكانت القاعة منسجمة في محبة ووئام ،وهذا إن دل على شيئ إنما يدل على قلوبهم الخضراء وزادهم الثقافي والعلمي  والإبداعي الذي تشهد له جل أقطار العربية نصا وحضورا وشمائل ،يلي ذلك كرمت جمعية سنا سفيطلة تحت إشراف الشاعرة :"ضحى بوترعة" بعض الشعراء المشاركين والإعلاميين، وبعد نهاية الفترة الصباحية ،استراحة وقيلولة إلى أن دق الأصيل أجراسه ،فإجتمع الوفد بمناكب فندق المهدي ،وكذا الخيول العربية الأصيلة مسرجة بفرسانها ، مشكلة لوحة باهية الألوان والتنسيق ،وماهي إلا هنيهات حتى أعطت الشاعرة إشارة الإنطلاق صوب الأثار الرومانية على مرمى حجر من المدينة ،بل على أطرافها ،وسارة الوفد تماشيه الجياد والأفراس العربية العريقة ،وتتشابك الريات ،وفي المقدمة العلم الفلسطيني ،وأصوات الحرائر والرجال تردد:من "الجزائر الأبية لفلسطين" -من اليمن لفلسطين...إلخ إلى أن ولج الوفد إلى بيوت ومسارح الأطلال الرومانية المترامية الأطراف المذهلة ، وتلاه عرض مسرحي تاريخي لطلبة المعهد العالي بسبيطلة تحت عنوان :

"فسيفساء رومانية" للأستاذة "ثريا الدربالي" يلي ذلك وعرض ملحمي ضخم يجسد الفتوحات الاسلامية من اخراج محمد الهادي المحمودي سيناريو الاستاذ "حيدر قاسمي" كوريغرافيا وتنسيق هاجر العماري ويتضمن مشاهد لمعارك بين الجنود الرومان والعبادلة السبعة،والجمهور الكريم يقص مآثر السلف وبسالتهم في الحروب ،ويستمتع بما تركه الرومان من بنايات شامخة ومباني  لن  تكون إلا في جزيرة الأحلام ،وتواصلت العروض إلى أن بدأت الشمس تسحب جدائلها على الحجارة الحمراء ، فأعلت ضحى على نهاية النزهة ،فغفلنا عائدين إلى فندق المهدي مع قطيع النسمات التونسية النقية ،حيث خصصة لنا ضُحى "جٓلسة موسيقية" خاصة تنذر بالوداع ،نحن الذين ألزمتنا  الإرتباطات بالرجوع إلى الوطن ،متأسفين عن  عدم الحضور لليوم الثالث ،وعلى صوت المزمار السجي تم تكريمنا ومنحنا شهادات المشاركة إزاء جمع محتشم من الشعراء والفنانين ،وعدنا غافلين إلى الجزائر ،تحت جنح الظلام ،حاملين زادا من المعارف التاريخية والأدبية ،كما ظفرنا بمعرفة أدباء من بعض الأقطار العربية ،ومعرفة الرجال كنز لا يفنى ،وطرقنا أبواب الجمارك مع إنبلاج الفجر ،مضينا الجوازات في لمح البصر ومع طلوع الغزالة شممنا تراب الوطن يتضوع منه عطر الخزامى ،"وادي سوف" ،بسكرة ،بريكة،بوسعادة،حاسي بحبح،عين وسارة- حيث عشيرتنا وعايلتنا ...وأسرتنا التي تنظر عودتنا على أحر من الجمر ،(عدنا سالمين  والعود أحمد)  والحمد لله رب العرش العظيم  ،وانتهت الرحلة التي كانت بعد حين كحلم مضى ،انما الذكريات الجميلة ستظل تسكن قلوبنا ما حيينا ،إلى هنا أركب قمة الجلجلة ،لأشكر كل من مول أو وحرس أو شاركة ولو بالصمت،الحرس ،"بلدية سبيطلة السلطات الأمنية والمدنية" وآخير وافر الشكر "بضحى" على الدعوة المباركة ،كل الشكر لنا على التلبية متحملين وعثاء السفر ،غرائب و متاعب التخوم ،شبح المسالك وعناء  الجمارك ~.
















انت الان في اول مقال