القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

مختارات من ديوان شمس تبريز جلال الدين الرومي

 مختارات من ديوان شمس تبريز  


جلال الدين الرومي


ترجمة :- عمار كاظم محمد


 


                        ( 1 )


إذا كنت تعشق المحبوب  وباحثا عن الحب


خذ خنجرا حادا واقطع  به  بلعوم الحياء


لتعرف أن الصيت عائق كبير في هذا السبيل


هذا الكلام غير مريح ، فخذه بعقل صاف


لتدرك أن ما فعله المجنون ، هو جنون بالآلاف الأشكال


اختار أشدها ليبين آلاف الخدع   


والآن وقد شق ثوبا وطار فوق الجبال


والآن ارتشف سما والآن اختار أن يموت


منذ أن قبض العنكبوت على فريسة كبيرة


ليشاهد ماذا يفعل فخ صغير بنا من الله العلي


منذ أن كان الحب لوجه ليلى له ذلك القدر


فكيف سيكون حين " أسرى بعبده ليلا "


ألم تقرأ دواوين ويسا ورامن


ألم تقرأ قصص المحب "الوامق"  والعذراء "أدرى"


كما لو أنك تجمع ثوبك لكي لا يبلله الماء


بينما أنت تحتاج إلى الغرق الآلاف المرات في ذلك البحر


طريق العشق كله تواضع وثمل


لأن السيل يتدفق نحو الأسفل


فكيف تريده أن يتدفق نحو الأعلى


ولكي تكون موضع الفص من خاتم العاشقين


فيجب أن تكون موضع العبد , يا سيدي 


حتى الأرض للسماء جارية


وحتى الجسد للروح عبد


تعال وقل , ما لذي خسرته الأرض  بهذا الرباط


وأية ألطاف لم تكن سببا للأطراف


انه من غير المناسب يا بني أن تضرب الطبل تحت اللحاف


فاغرس – كالرجال الشجعان – رايتك في وسط الصحراء


وأصغ بإذن الروح إلى الأصوات التي لا تعد ولا تحصى


في فضاء القبة الخضراء ، تنهض من شكوى دموع العاشقين


حينما تتحلل خيوط ثوبك من ثمل العشق


ستشاهد فرحة السماء ، وذهول الجوزاء


كيف يكون العالم مرتفعا ومنخفضا ، متألما


من الحب الذي يطهر من الارتفاع والانخفاض


 حينما تشرق الشمس ، أين كانت طوال الليل  ؟


وحينما تأتي فرحة المحصول , فأين حزن التباطؤ


أنا صامت ، فتكلمي أنت يا روح روح  الروح


من شوق الذي وجهه كل ذرة تبدأ الكلام .    


 


                   ( 2)


         صحرائنا ليس لها حدود


        قلوبنا و أرواحنا بلا راحة


      العالم من العالم يأخذ صورة


      فأي من هذي الصور صورنا


     وحينما ترى في السيل رأسا قاسيا


      متدحرجا باتجاه حقلنا 


      فاسأله  , اسأله عن أسرار القلب


    فمنه ستتعلم أسرارنا المخفية 


    فكيف إذا رأت الأذن نفسها


    متعرفة مع السنة منشدينا


    كيف إذا حلق الطائر


    حاملا طوق السر لعارفنا 


    ماذا سأقول , أي شيء  ؟


    لأن تلك القصة كبيرة جدا


   على محدودية وجودنا الفاني


  كيف نبقى صامتين ، وكل لحظة


     يزداد كربنا  كربا


طائرا الحجل والصقر متشابهان


وهما يطيران عاليا فوق أرضنا الجبلية  


عاليا حيث السماء السابعة على سمت الرأس


أين منه زحل


أليس السماوات السبع تحت العرش


وخلف العرش ثوراتنا


أي مكان هنا للإلهام نحو عرش والسماء ؟


رحلتنا إلى حديقة أزهار الوحدة


فاترك هذه القصة , ولا تسأل أي منا


لأن قصتنا قوطعت تماما


صلاح الحق والدين سيروي لكم


عن جمال سلطاننا ، ملك الملوك .


 


               (3 )


   مساء أمس سلمت للنجم أخبارا تخصك


  الآن ، قلت ، خدمتي لذلك القمر كالصورة


  أنا أقر ، قلت ، فاحمل تلك الخدمة إلى شمس


  الذي جعل من الصخور القاسية ذهبا باحتراقه


  لقد حملت صدري ، وشرعته للرياح


  وقلت أعطني أخبارا للعاشق الذي شرابه الدم


 لقد تحركت جيئة وذهابا ، ذلك الطفل ، قلبي


ربما مازال طفلا ينام حينما يهز أحد ما مهده


أعطي قلبي حليب الرضاع ، وأرحنا من بكائه


 يا أنت الذي تساعد في كل لحظة ،مئات اليائسين مثلي


بيت القلب ،أولا وآخرا ، مدينة توحيدك


إلى متى سيظل هذا القلب منفيا ومهجورا


لن أتكلم المزيد لكن لأجل أن أتجنب الصداع 


يا حامل الكأس ، اسكر عيني الذابلة .


 


                                (4)


           قال داود " يارب إذا كنت بغير ما حاجة لنا


            فقل ، إذن ، أي حكمة اقتضت أن تخلق العالمين ؟


       فقال له الرب "  أيها الإنسان الفاني ، لقد كنت كنزا مخفيا


                   ورأيت أن ذلك الكنز من الرحمة والكرم يجب أن يظهر.


                   لقد أظهرت مرآة  وجهها القلب وظهرها العالم


                  وظهرها خير من وجهها إن كان الوجه غير معروف لديك "


                 فحين يمتزج القش بالطين ، كيف ستصفو المرآة ؟


                وحين تفصل القش عن الطين ستصبح المرآة صافية


         فعصير العنب لا يتحول خمرا ما لم  يتخمر فترة في الخابية


         فإذا أردت قلبا صافيا ، فيجب أن تقع في المشاكل


          الروح التي شؤونها قبل الجسد قال لها مليكي


          لقد أتيت حتى كأنك تذهبين : فأين آثار إحساني ؟


          فالنحاس الرديء يصبح بالكيمياء ذهبا


         ونحاسنا مازال يتحول بهذه الكيمياء النادرة


        ومن رحمة الله هذه الشمس لا تريد تاجا ولا رداء


        فهو قبعة لمئات الرجال الصلعان وعباءة لعشرات الأطفال العراة


       المسيح ركب الحمار لأجل التواضع


      فكيف بالآخرين الذين يجب أن يسيروا في الريح الغربية على ظهره ؟


     أيتها الروح ، اجعلي راسك باحثا وابحثي


      مثل مياه الجدول .


      ويا أيها السبب ، لكي تحصل على الحياة الأبدية


       فدس بلا نهاية طريق الموت


     واذكر الله حتى تنسى النفس


     فربما تضيع في المناداة 


    دون أن تحطم المنادي والنداء .       

مختارات من ديوان شمس تبريز    جلال الدين الرومي