القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

سري للغاية (84): الحرڨة الأدبية! يكتبها الأستاذ: رؤوف بن الجودي

 سري للغاية (84): الحرڨة الأدبية!

__________

"الحرڨة الأدبية" مصطلح استفدناه من البروفيسور وحيد بن بوعزيز، ويقصد به ثلة من الكتّاب ينطون من جنس أدبي إلى آخر، ولا يكلفون أنفسهم بتجديد عدتهم الأدبية، وأبرز حرڨة هي من الشعر إلى الرواية، فكم من شعراء هجروا رياض الشعر إلى قارة السرد الروائي، طمعا في اكتساب جماهير جديد، وغزو مساحات للبوح لا يتيحها لهم الشعر، فلا غرو إذ الرواية ديوان العرب في الوقت المعاصر على قولة حنا مينة، الروائي المعروف!


ولما كثر هؤلاء الحراڨون، أحدثوا ما يسمى في الرواية ظاهرة "شعرنة السرد"، لأنهم كانوا يكتبون -أو يقرضون- الرواية كما يقرضون القصيد، فتأتي رواياتهم تحمل خاصية الشعر، باستثناء الوزن والقافية، والله يغفر لقدامة بن جعفر!


والشاعر -فيما أزعم- يحسب أنه قادر على الكتابة في كل فن ما دام قد أتقن صناعة القصيدة، وهذا وهم كبير، والدليل إخفاق الكثير من الشعراء الكبار في أن يغدوا روائين كبار، وخذ مثالا على ذلك "عباس محمود العقاد"(ت1965)، وإذا أردت مثالا عن شاعر كبير وروائي كبير فلن تجد مثالا أفضل من "غازي القصيبي" (ت2010)، وأحسب أن مصطفى صادق الرافعي (ت1937) لو توجه إلى كتابة الرواية لبرع فيها كما برع في كتابة القصة، والقصة القصيرة(1)، وكان قد بدأ حياته شاعرا، وحفر اسمه بين الشعراء الكبار في زمنه!


خلاصة القول أن على الكاتب أن يفهم أن لكل "جنس أدبي" قواعده وضوابطه، فمن أحكمها أحكم الكتابة في ذلك الجنس، ومن أخل بها، أخل بذلك الجنس إخلالا قد يجلب عليه سخط النقد، فيكون في وضع أسوء ممن لم يخض غمار الكتابة من الأساس!


______________

1) انظر: قصة الجمال البائس، الطائشة، مجالس بلخ، الانتحار... في كتابة "وحي القلم".


رؤوف بن الجودي

سري للغاية (84): الحرڨة الأدبية! يكتبها الأستاذ:رؤوف بن الجودي
رؤوف بن الجودي