القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

قراءة لرواية السيرة... حديث القبرة. بقلم الأستاذة نسيمة زايدي

 قراءة لرواية السيرة... حديث القبرة. بقلم الأستاذة نسيمة زايدي

1رواية  حديث القبرة هي رواية للكاتب "سعدي صباح" وهو كاتب جزائري و شاعر يقرض الشعر الملحون ، من مواليد مدينة عين وسارة بالجلفة ،شارك في العديد من الملتقيات الأدبية،  وله تكريمات  منها التكريم المحلي ببلدية عين وسارة ، وخارجها في ولايات الوطن وحتى خارج الجزائر،  تقاعد من التدريس ليتفرغ  للكتابة، له عدة مؤلفات منها "عرس الشيطان ، خسوف القمر ، سيدي المدير ،سر البيت المفتوح" ، ترجمت بعض أعماله إلى عدة  لغات وهي :الفرنسية و الانجليزية ،  و الرومانية و الإيطالية، و كان مترجمها "منير مزيد".

قراءة لرواية السيرة... حديث القبرة. بقلم الأستاذة نسيمة زايدي
غلاف رواية حديث القبرة


رواية حديث القبرة :

تنتمي إلى فن السيرة الذاتية ويطلق عليها اسم البيوغرافيا وهي كلمة إ غريقية ،  الرواية  عبارة عن قصة مركزة لشخص مشهور ، يروي فيها مراحل حياته و خاصة الهامة منها و التي  كان لها أثر بالغ على مسار حياته وعلى شخصيته ، فهي عبارة عن شاهد على حياته كاملة بكل تفاصيلها ، و على تجاربه الفكرية و الاجتماعية 

تحليل الغلاف الخارجي للرواية :

مكتوب أعلى الغلاف في إطار أحمر لفظة سيرة بخط صغير الحجم إشارة إلى نوع  الرواية ، ، مكتوب تحتها اسم الكاتب بخط أكبر حجما من الكتابة الأولى،  يليها عنوان الرواية ، تحت العنوان نجد رسم لطائر  القبرة يتوسط مزيجا من الألوان هي ذاتها ألوان ريشه و هي الأصفر و الأخضر و البني ، يتخللها اللون الأسود،  يرمز اللون الأصفر عند الغرب إلى الثراء ، خصوصا وأنه  لون الشمس و الذهب ،و قد يرمز للخديعة و الغش و المرض ، و الابتسامة المتصنعة ، أما في القرآن فهو رمز البهجة و السرور  مصداقا لقوله تعالى :"... صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ...." أما الأخضر فيرمز إلى الطبيعة و الصحة والنمو و المال و الخصوبة و السلامة ، 
وهو لون يريح العين ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم :"ثلاث يجلين البصر ، النظر إلى الخضرة  و الماء الجاري ، وإلى الوجه الحسن" و هو حديث ضعيف و قيل موضوع ، و من هذا نظم الشاعر شمس الدين بن العفيف التلمساني :
ثلاث يذهبن الحزن الماء      و الخضرة و الوجه الحسن .
أما  البني فيدل على  الاستقرار و الأمن،  وأخيرا اللون الأسود الذي يدل على الشر والحزن ، كما يشير أحيانا إلى القوة و السيطرة و إلى الغموض و الأسرار،  
في آخر الغلاف نجد على يسار الطائر مكتوب اسم دار النشر ، وهي دار الخيال .
في الجانب الآخر للغلاف نجد صورة للكاتب مع ابنه طارق وهو المحرك والحافز الذي جعل الكاتب يكتب هذه الرواية ، تحت الصورة يوجد تعريف وجيز له .
وأخيرا اقتباس صغير من روايته يصف فيه ردة فعل امرأة أحبها و أحبته طلبها للزواج ....
قراءة لرواية السيرة... حديث القبرة. بقلم الأستاذة نسيمة زايدي


أما القبرة فهي طائر صغير متوسط الحجم عذب الصوت يعيش في البادية ، من أهم ما يميز هذا الطائر عن غيره ظهوره في كثير من الكتب و القصص الشعبية و والأساطير،  و الأعمال الأدبية،  فنجده يرمز إلى الفجر في روايات شكسبير ، و الحكمة و الذكاء في قصة "القبرة و الفيل " وهي إحدى قصص كليلة ودمنة ،  وكذلك في قصة" القبرة والصياد"،  و قد ظهر في لوحات عصر النهضة و استخدم كرمز لعيسى المسيح في الكثير من اللوحات الفنية . وقيل أنه كان سبب اندلاع حرب البسوس في العصر الجاهلي .
أما عن سبب تسمية الكاتب للرواية بهذا الاسم هو حبه لهذا الطائر فقد كان في صغره مولعا بصيده ، وكذلك لأن القبرة معروفة بالتنقل بين المزارع ونقل الأخبار، يستهل الكاتب  روايته هذه  بذكر سبب قراره المتمثل في كتابة سيرته ، و هو إرضاء فضول ابنه طارق تجاه حياته السابقة ، حيث ذكر له اسم  جده و اسم عرشه وهو عرش "رحمان الغرابة" و قبيلته التي ينتمي إليها وهي "قبيلة النويرات"، و ذكر له اسم أرضهم و اسم المكان الذي ترعرع فيه و درج ، ليواصل حديثه عن زواج جده من زوجته الأولى و كيف انتهى بقتل صهره الديحاري الذي منع ابنته من العودة إلى بيت زوجها نزولا عند أمر زوجها الذي سمح لها بالذهاب إلى بيت أبيها  لتزوره لكن بشرط أن تعود قبل حلول الليل ، ثم تزوج من امرأة أخرى  ليغادر معها إلى منطقة القبائل فارا من فضيحة قتله لصهره في ضواحي تيزي وزو ، لكنه سرعان ما عاد قافلا إلى مرابعه بعد ما حصل شجار بينه وبين من كان يعمل عندهم ، في طريقه قتل أسدا وبات في عرينه ،ثم واصل مسيره لينزل في أرض  التيطري  لأن زوجته فاجأها المخاض لتلد والد الكاتب واسمه أحمد،  

قراءة لرواية السيرة... حديث القبرة. بقلم الأستاذة نسيمة زايدي


بعدها حدثه عن زواج أمه من أبيه وقصة حبهما ، وكيف رمت   بها الأقدار إلى أرض أبيه،  و بعد وصفه لجدة طارق فاطمة وكيف كانت جميلة و أنيقة و طيبة و ذكية ، ذكر إخوته  و استرسل في حديثه عن طفولته  التي أمضاها في أحضان البادية ، وكيف كان لقساوة البادية أثر في تكوين شخصيته منذ نعومة أظافره،  ثم حدثه عن ولعه وحبه للعلم ، و كيف 
أنه وجد صعوبة في ذلك بسبب الاستعمار الذي فرنس المدارس وقضى  عن أي نوع من التعليم يربط الجزائريين بتاريخهم ودينهم ،
و كيف كانت الحياة بدائية في القرية التي كان يسكنها ، وكيف كانت رحلته في تعلم القرآن،  ثم حدثه عن حب الطفولة الملائكي،  وكيف كان له أثر في دفعه و شحذ همته  في سبيل التعلم.
كما صور  وحشية الاستعمار ماثلة في في أ بشع صورها  ، ليعيش صباح فرحة الاستقلال و خروج المستعمر من أرضنا. 
ثم حدثه عن ولعه بالشعر الملحون و البدوي  و مرض أمه ، وكيف تم علاجها في الزاوية، حيث ثقافة الرقية الشرعية كانت غائبة،  و العلاجات التي كانت متوفرة هي مجرد وصفات موروثة عن الأجداد مخلوطة بشيء من الجهل ، هي نفسها الزاوية التي قام بمواصلة حفظ القرآن بها   ، لكنه سرعان ما  يعود أدراجه و سرعان ما تقرر الحكومة فتح المدارس من أجل تعليم الشعب بعد خروج الاستعمار .
و يلتحق الكاتب بالدراسة انذاك ، و ينجح في ذلك بفضل ما حفظه من قرآن .
ثم تاي بعد ذلك  في حياة الشاب سعدي صباح فتاة جميلة من عرش بالأحرى سيدهم عيسى و هم من الأشراف و الأعراف أو هكذا يعتقدون ،   يحرمون  زواج أولاد  عرش رحمان منهم والعكس ،  و التي رحلت فيما بعد بلا عودة .
لتأتي بعدها مرحلة إكماله للطور الابتدائي وحصوله على شهادة "السيزيام " ليلتحق بالإعدادية ، و يكمل تعليمه في مدرسة خاصة .
حيث بدأ رحلته في طلب العلم الشاقة المحفوفة بالكد و الكفاح ، إلى جانب ولعه بالعذارى و الجميلات من النساء ، و شغفه بالطبيعة الذي مازال يسكن سويداء قلبه إلى الآن رفقة صديقه المقرب جفال ، و بعد انتهائه من الإعدادية  عين كمدرس في أحد المدارس ،ثم انتقل إلى أخرى،  لأن الأولى كانت مدرسة بلا تلاميذ، بعدها يخسر حب حياته بسبب مؤامرة ، ليضع القدر في طريقه حليلته و أم أبنائه. 
و كان للمعاناة  نصيب في مشواره في التدريس ، هذا قبل أن يذهب إلى الخدمة العسكرية في الحراش بالعاصمة ، ليكمل تكوينه ويشتغل  في وزارة الدفاع الوطني بعد أن طلق زوجته ، لكنه سرعان ما عاد إليها  مرة أخرى.
كان سبب انتقاله من مدرسة إلى أخرى هروبه من صراعات العمل ، ليعيش قصة حب أخرى باءت هي الأخرى بالفشل ، أما عن رحلاته إلى المغرب الأقصى  فكانت بهدف التجارة إلى أن أغلقت الحدود.
لينهي روايته بمحطات حياته في مشواره في الكتابة، وكيف بدأ الكتابة في الجرائد و الصحف  ونشر قصصه القصيرة فيها وصولا إلى مؤلفاته ، "كعرس في الزنزانة" ، و" سر البيت المفتوح" ،  والتكريمات والجوائز التي حازها ، والملتقيات الأدبية  التي حضرها وكرم بها .
بقلم أ..نسيمة زايدي 
كاتبة وناقدة جزائرية
قراءة لرواية السيرة... حديث القبرة. بقلم الأستاذة نسيمة زايدي