القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

ننعى العلم آه شهيده شِعر: حامد الشاعر

 

ننعى العلم آه شهيده

شِعر: حامد الشاعر



فمن زاد علما ثناء نزيده ــــــــ و من زاد حلما جميعا نريده

نهلت من العلم حتى ارتويت ــــــــ زلالا إلى الظامئين تعيده

فقدناك يا من عليه شهدت ــــــــ نعيت شهيدا و أنت شهيده

أقمنا عليك رثاء علمنا ــــــــ و في فقده كيف ينعى فقيده

مع السالكين إليه كتابا ــــــــ قرأناك في النوع أنت فريده

لحد التوحد فيه مضيت ــــــــ و حتى لنا قيل ذاك وحيده

و صمتا يجيد الشهيد و طفلا ــــــــ بتلك اللآلي يزين جيده

عريسا يفيء متى الظل فاء ــــــــ يجيء سعيدا بذكراه عيده

به الآن شيخ الشباب شغفنا ــــــــ و بالعلم كان شغوفا وجيده

ترى خيره غيره لا تناغي ــــــــ و بالعلم عيشك دام رغيده

رحلت بعيدا و في الحلم يأتي ــــــــ قريبا و لو كان ينأى بعيده

و سر السعادة فيه و يدري ـــــــــ بها حالة الأشقياء سعيده

أسى قد حملنا بفقدك عنا ـــــــــ و ندري فكيف الليالي تميده

بعلم حظيت و بالعلم من قد ـــــــــ سما لا يجاري النفاد رصيده

و من كوثر قد سقيت و ما ذق ــــــ ت قد طاب في الجنتين ثريده

و للعلم من يجتني لا يموت ـــــــــ لو الموت جاء سريعاً بريده

و روحا أفاض فحين نعاك ــــــــ قصيدي و ألقى دماء وريده

حياة المحبين للعلم نور ــــــــ و فيك يرى وعده لا وعيده

هناك النعيم المقيم به و ــــــــ الجحيم لمن يزدريه صديده

و درعا لك العلم كان و سيفا ــــــــ و سيف العلا لا يفل حديده

ولدت على دربه مستهاما ــــــــ و مهما جرى لا يشيب وليده

على نهجه مستقيما فحين ــــــــ مشيت طهورا تراءى صعيده

و مجدا لنا قد تركت و منك ــــــــ متاحا يرى للجميع تليده

و يحيا على الأرض من نال علما ـــــ و أيضا له في السماء مديده

و فيه فمن لم يجده خلاصا ــــــــ يرى بائدا و الليالي تبيده

و مهما يعش سالما من حياة ــــــــ ففي خطفها فالمنايا تصيده

أكيدا هنا قد جرى الارتقاء ــــــــ هناك التلاقي ولاء أكيده

تركت أبا باكيا و البكاء ــــــــ طويل و منه العويل كميده

أجدت أداء الحوار خطيبا ـــــــــ و كم كنت فصل الخطاب تجيده

كما أنت كنا و منا ثناء ــــــــ فمن زاد علما و حلما نزيده

و جيشا من الدارسين أقمت ــــــــ و عزما عقدت و أنت عقيده

تركت بأم البساتين قمحا ــــــــ و ظل على الراحتين سميده

و حرا بسورية لست تبغي ــــــــ وجودا إذا لم يحرر عبيده

و نهجا قويما فمن يبتغيه ــــــــ بجدواه قد كنت أنت تفيده

سقيت و بالحب حتى عداك ــــــــ و للناس ما أنت كيدا تكيده

و للموت قد ذقت غدرا و بالخط ـــــ ف يجري التمرد دوما مريده

وجدناك للخير فينا مفيضا ــــــــ و يبقى فمن كل زرع حصيده

و نخلا بتلك الصحاري زرعت ـــــــ فمد ظلالا علينا جريده

و فعلا تركت و قولا بليغا ــــــــ من القول لابد يعلو سديده

أقمت و بالعلم حكما رشيدا ــــــــ و يبغي بلوغ الرشاد رشيده

صداك كرجع التراتيل منك ــــــــ فما صيغ لابد يعلو نشيده

و ننعى هنا العلم آه شهيده ــــــــ و ينعى و من ثم آه عميده

نذوب احتراقا من الحزن ما كا ــــــــ ن فينا صعيقا تلاشى جليده

قدمت إلى الموت شابا و شاخ ـــــــــ القديم و ما كان يرجى جديده

تركت أبا في أساه و أما ــــــــ فأين الوليد و أين حفيده

تركت له وطنا ذا جروح ـــــــ يقاسى الأسى من قريب شديده

لقد كنت حرا و ترجو سلاما ــــــــ فهل بالسلام يعزى شريده

تركت فؤاد الحمى داميا ش ــــــــ ب بالنار حتى تلظى وقيده

و أقداره لم تعاند تحدي ــــــــ ت موتا و عوند حتى عنيده

لقد عشت حرا تنادي إليه ـــــــــ و في الموت لبي نداء طريده

يعزيك من قد تراءى هنا قص ــــــــ ده و هناك تناءى قصيده

و نعيا لك الشعر مهدي عزاء ــــــــ بقلبي فقد صيغ درا نضيده

نعي شعري و مرثية مهداة كتعزية صادقة وحارة من القلب إلى صديقي العزيز بسام كبرو السوري النبيل والأصيل 

تخلد ذكرى رحيل ابنه الغالي شهيد العلم و فقيد الوطن كابريل بسام كبروا و قصة موته أثرت فيّ كثيرا بعدما عاشته بلاد الشام أرض الحضارة من معاناة و مآس و فواجع و عذابات و آهات و أعتبر سورية بلدي الثاني و أحبها من أعماق قلبي و أعز قومها الأكارم 

و بكيته رثاء مثل الذين عرفوه لما راح ضحية عمل إرهابي جبان 

و سيبقى ذكره خالدا فما بيننا و لأهله الصبر و السلوان و لنا جميعا و لقد شهدنا له و لأسرته الكريمة هذا الفنان الراحل بحسن الخلق و لذويه المنزلة الرفيعة و لصديقي الغالي بسام كبروا مكانة خاصة في قلبي و لكل أقاربه و أهله لهذا عملت على نظمت هذه القصيدة مباركة مني له و لأصله الطيب و لعمله الحسن و ليبارك الله سوريا بكل طوائفها و يرحم الله جميع الشهداء و جميع الأموات آمين

العرائش في 5غشت 2025

قصيدة عمودية موزونة على البحر المتقارب 

بقلم الشاعر حامد الشاعر


الكلمات المفتاحية: شعر عربي, مرثية, نعي, العلم, الشهيد, بسام كبروا, سوريا, حامد الشاعر, قصيدة عمودية, البحر المتقارب

ملاحظات شاعرية

قصيدة عمودية موزونة على البحر المتقارب، مكتوبة تكريمًا للشهيد بسام كبروا.

يمكن إضافة روابط لقصائد أخرى للشاعر حامد الشاعر أو نصوص مشابهة.