القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

في أدب الطفل...النظارة الملعونة/ تأليف: عبدالاله ماهل من المغرب

في أدب الطفل...النظارة الملعونة
كبرت أخته مريم، وكبرت معها الشقاوة. وكانت كلما أسعفتها رجليها على المشي إلا وتزداد مضايقة له.
وكثيرا ما كانت تستغفله، فتركله برجليها أو تتخذ من الأحدية سوطا له.
ولولا حرص الوالدين على تقليم أظافرها، لأشبعته خدشا على وجهه.
وكم كانت تنشط ساعة استسلامه للنوم، تدوس عليه برجليها، تحتضنه إلى صدرها، تقبله، تتمدد بجانبه، تشاركه الغطاء.
والويل ثم الويل له، إن باغثته نائما أو حتى يقظا بالقرب من أحد الوالدين؛ فإنها تدفعه، وتفرض عنوة تواجدها في الوسط،
وللأسف، كان هو لا يستطيع مبادلتها بالمثل؛ مخافة عتاب الوالدين: أختك أصغر منك... أختك مازالت لاتعرف شيئا...
إلا أنه غالبا ماكان يتحدى الخوف، ويتصدى لها بالنهر وحتى بالضرب أحيانا، لكن خلسة، ليرتاح قليلا من مشاكستها.
حدث يوما، أن كان يتابع على شاشة التلفاز حصصا للأطفال من الرسوم المتحركة، فأقبلت عليه مريم، وتسمرت قبالة الشاشة، وحالت دونه ودون المشاهدة.
راغ عنها قليلا، فتبعته، عض على شفتيه، تظلم إلى الوالدين، لكن بدون جدوى.
اغتاظ من فعلتها، وماعساه أن يفعل في حضرة الوالدين!!!
فلم يجد مايشفي به غليله سوى الصراخ في وجهها: إن لم تبتعدي عن الشاشة، وضوء الشاشة فسوف يضعف بصرك، وتجبرين على ارتداء هذه النظارة الملعونة... مثلي.
ثم عمد إلى خلع نظارته، وتثبيتها على عينيها، وكأنه حكم عليها بضرورة ارتداء النظارة، دون مراجعة الطبيب.
وهنا ضحك الوالد، وصفق له كثيرا؛ فالدرس استوعبه جيدا، ولكن وا أسفاه...بعد فوات الأوان.

تأليف: عبدالاله ماهل
من المغرب
في أدب الطفل...النظارة الملعونة عبد الاله ماهل