القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

مشاريع نهضوية / 11 / الشاعر : يحيى محمد سمونة - حلب -

مشاريع نهضوية / 11 /
يشاء البشر ما يشاؤون، و مشيئتهم تتمثل في كلماتهم و سلوكهم و أفعالهم و أحوالهم
و مشيئة البشر إما أن تكون عن علم و معرفة، و إما أن تكون عن سياسة و رغبة و عناد و قناعات غير سوية
تلك كلمات أستهل بها حديثي حول موضوع
العلاقة القائمة بين "المشيئة" و "العلم" عند الإنسان
فالإنسان بمقتضى الإرادة و القدرة الممنوحة له من الله عز و جل يختار ما يشاء لنفسه من فعل و سلوك و كلمات و حال. و لكن ليس بالضرورة أن تكون اختيارات الإنسان لمنطقه عن علم [قلت: منطق الإنسان هو كل قرار يتخذه ليكون واقعا حقيقيا في حياته] و بمعنى آخر قد لا يدرك الإنسان حقيقة الوظيفة التي أناط الله تعالى بها الشيء الكوني فإذا به - الإنسان - يتعامل مع الشيء بجهل و سوء و فساد، و يخسر على إثر ذلك الكثير من المصداقية في حياته العملية.
الله تعالى يشاء في الوجود ما يشاء عن علم و عدل و حكمة و قدرة و سلطان؛ و الله تعالى إذ قال في محكم التنزيل( إني جاعل في الأرض خليفة ) فكأنما المراد بذلك أن يدرك الإنسان حقيقة وظائف الأشياء الكونية التي سخرها الله تعالى بين يديه و أن يتعامل معها على أساس من ذلك، أي يتعامل معها على أساس من علم و حكمة و قدرة و سلطان، فإن أدرك الإنسان تلك الخصال وهو ينشئ و يسطر علاقاته فالنتيجة ستكون حتما قمة في العطاء الإيجابي المبهر الذي يحول حياة الإنسان إلى رقي و ازدهار
و إذن فالعلاقة بين علم الإنسان و مشيئته أنه كلما شاء الإنسان أمرا و كانت مشيئته عن فهم صحيح و دقيق، و دراية بوظائف الأشياء المسخرة بين يديه فالنتيجة الحتمية الناجمة عن مشيئته تلك بناء قويا محكما راسخا شامخا يطاول عنان السماء
و لكن الإنسان إذ يشاء ما يشاء عن سياسة و عن قبول باملاءات خارجية لا يفقه حقيقة الأمر فيها - أي عندما يختار المرء لأمره عن جهل - فعند ذاك ستتحول حياة المجتمع الذي هو منه إلى حياة شؤم و تعاسة و بلادة و سوء حال
- و كتب من حلب: يحيى محمد سمونة -

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏