القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

الشاعر: محمد دويدي يحاور الدكتور صلاج جاد سلام

الشاعر: محمد دويدي وحوار مع الدكتور: صلاح جاد سلام.

تستضيف مجلة «شارع الصحافة» في حوارها هذا اليوم مُبدعًا مصريا لُقِّب بـ«الرجل الموسوعة»، كتب في شتى المجالات، له أكثر من مائة كتاب، وعديد من الموسوعات، استطاع أن يأتي بهذا الزخم المتنوع، وهو في هذه السن، التي ترشحه للإنتاج، والإنتاج لعقود أخرى من الزمن .. سنتعرف عليه عن قرب في هذا الحوار الممتع.

س/ حدثنا عن “صلاح جاد” و عن سيرته الإبداعية؟

صلاح جاد

ج/ الاسم “صلاح جاد سلام” صعيدي، يقال: الإنسان ابن بيئته .. بلدنا هي”جرجا”.. يقال عنها منذ القدم”جرجا” بلد العلم، ولقد نشأت بحمد الله تعالى في بيئة لها مع العلم وطلبه شأن عظيم، فوالدي فضيلة الشيخ: “جاد عبد الرحيم سلام” من علماء “الأزهر الشريف” إذ حصل على “العالية” من كلية “اللغة العربية بالأزهر الشريف”، ثم “العالمية”، وذلك في منتصف القرن الميلادي السابق، وكان في المنزل لا يتكلم إلا العربية الفصحى  الميسرة ) ما سمعناه يوما يقول “دبان”  أو “برتكان”، بل “ذباب” أو “برتقال”).

ختم حياته الوظيفية محاضرا في كلية الشريعة واللغة العربية بجامعة “الإمام محمد بن سعود”  الإسلامية بالقصيم بالمملكة السعودية رحمة الله عليه..  ثم إن جدي لأمي العارف بالله الشيخ / محمود نوفل، كان أحد أساطين العلم والفقه على المذهب الشافعي، في عصره، وله مقام ومزار شهير في جرجا، -رحمة الله عليه-

والخلاصة من ذلك أنني طلبت العلم مبكرا قراءة واطلاعا، إلى جانب التعليم المدرسي المنتظم.. وأذكر أنني بدأت التأليف والتصنيف في عام 1970 م ، وكنت عامئذ في الشهادة الإعدادية،فلقيت استحسانا وتشجيعا كريما من أساتذتي وشيوخي بشكل جعلني أستمر بلا انقطاع منذئذ حتى الآن، – فلله الحمد والشكر-.

س/  يسمونك الرجل “الموسوعة” هل تروقك هذه التسمية؟ وهل أضافت لك شيئا ؟

ج/ الرجل الموسوعة،كلمة عالية المعنى، واسعة الدلالة، تكنيتى بها تفوق ما أستحق بكثير، و كثير، فما إنا إلا طويلب علم، لا أزال أحبو على شاطئ محيطه اللا محدود، وليس هذا مني بنافلة من قول ، أو ترصيع بيان ، بل ولا تمت إلى سمة التواضع مطلقا.

– فمن أنا حتى أكون كذلك ؟

وأين نحن من قول الله تعالى: { وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا }  الإسراء 85

فإن كانت ثمة إضافة تجاهي، فلعلها من التشجيع المشكور نحو المزيد من طلب العلم، جزا الله تعالى الأحباب وأصحاب الفضل علينا بما هو أهله من خير الجزاء

– اللهم آمين –



س/من اكتشف موهبتك؟ وما تأريخك لأول كتاب ألفته؟وما كان اسمه؟

صلاح جاد

ج/ كما قلت آنفا،الإنسان ابن بيئته،وفى المنزل كان أبى رحمه الله تعالى مصدر اهتمامي بالمطالعة المفيدة ، وأيضا مرجعي النموذجي فيما أتعلم، ثم إن أساتذتي في المدارس التي تعلمت فيها ،، كان لكثير منهم تجاهي  تشجيع مخلص ، ونقد بناء ، جزأهم الله عنى أحياء وأمواتا خير الجزاء.. أما عن أول محاولاتي في الكتابة، فقد تشعبت بين عدة اتجاهات، لعل أظهرها كتابة موضوعات الإنشاء المتنوعة. وأيضا، مقتطفات و مختارات من بعض أجزاء من كتب التراث.. وفى عام 1970 م ـ وكنت عامئذ في الشهادة الإعدادية  ـــ  بدأ اهتمامي بجمع الأمثال والحكم العربية ،، وكأن العوامل المساعدة قد تضافرت بعون من الله تعالى على أن تهيئ لي المناخ في هذا السبيل ،،

كنت أستعيد المثل أو الحكمة ممن يستشهد بأي منها في حديثه، وأبادر بتسجيله في كراس خصصته لذلك، ومن تلك العوامل في هذا الصدد أن من كان  يقول مثلا أو حكمة ، ويجد منى اهتماما عمليا بتسجيله في حينه، يبادرني بالزيادة مما تحفظه قريحته، ويعدني ـ ويفي بوعده ـــ أن يأتيني بالمزيد في وقت آخر. وشيئا فشيئا صارت الكراسة كراستين ثم ثلاث ثم عشرين، ثم،، ثم ،، وهكذا ،، وإن شئت فقل، هي في ازدياد مستمر حتى الآن.

و الشيء بالشيء يذكر، أن الأمثال والحكم التي جمعتها من القرآن الكريم ومن الحديث النبوي الشريف ومن أقوال السلف الصالح ومن الشعر، فضلا عن الأمثال العامية، لاسيما المصرية باعتبارها متاحة للسماع بصورة أكثر، وصلت إلى عدد كبير جدا جدا، قد يربو على الخمسين ألفا، وهو أمر لا أعلم أن أحدا سبقني إليه من قبل. فلله الحمد كل الحمد.. أما عن اسم هذا العمل ، فعنوانه (موسوعة الأمثال والحكم العربية)

س/ ما سر التنوع في كتاباتك، بحيث أنّك كتبت في شتى ميادين المعرفة، من الفلسفة إلى الأدب إلى السيرة والفقه والكثير من الميادين الأخرى؟

ج/ العبد الفقير إلى الله تعالى أحد الطالبين اللذين لا يشبعان، ولعل موضوعا يثار في مناسبة ما، يكون مجالا مهما للاهتمام به،وكثيرا ما يحدث أن أسمع شيئا،فأبادر إلى البحث فيه ، والاستقصاء عنه ، وأعد ما أستطيع من مصادر ومراجع له،لتكون النتيجة في آخر الأمر مبحثا أو أطروحة،بجدر بى أن أعنون لها في مؤلف أو مصنف مستقل .. ومع أن مكتبة الوالد -رحمه الله- ثرية بالكتب والمراجع في شتى فروع العلم، إلا أنني أستزيد بالشراء.

س / ” أصحاب المئات من المؤلفات” هو عنوان لأحد كتبك وهو تراجم لهؤلاء الأعلام الذين أثروا في العقل والفكر الإنساني، كل واحد منهم كان موسوعة تتحرك، تحار في أمره، متى تعلم ومتى قرأ ومتى صنف وألف وأجاد وأفاد… و الأستاذ “صلاح” واحد منهم كيف فعلها وهو في هذه السن؟ وهل بإمكانه العطاء لعقود أخرى من الزمن؟

صلاح جاد

ج/ “أصحاب المئات من المؤلفات” مصنف طريف نافع ممتع ،، تجبرنا تفصيلاته على الدهشة والعجب ، فضلا عن الإجلال والاحترام لأولئك الأعلام في دنيا (اقرأ) ففي ظل معطيات عصورهم البدائية جدوا واجتهدوا بأعظم مقاييس الجد والاجتهاد. أدواتهم الريشة والمحبرة ، إلى جانب ندرة الأوراق ،فضلا عن المراجع والمصادر اللازمة لكتاباتهم وأطروحاتهم، وهى بعيدة بعد المشرق من المغرب إذا قيست بمعطيات زماننا الآن ،وكأنها تجسد بالفعل المقارنة بين السيف والعصا ،، إن آحادنا في عصرنا الحالي يصنف أطروحة قيمة فينال عنها درجة الماجستير ،، ثم يصنف أخرى فينال عنها درجة الدكتوراه ، وقد يتوقف عن التصنيف من بعد ذلك إلا فيما ندر ،، أما هؤلاء، فكل أطروحة كتبها ـــ وما أكثرها ـــ إنما تمثل دكتوراه قيمة في حد ذاتها،

 ـــ وقد تجاوزت مؤلفات ومصنفات كل منهم المائة  ـــ، ولم لا، وهى في حقيقتها بعض المراجع المهمة عالية القيمة والنفع والفوائد لأطروحاتنا اليوم ؟

ولنا في ذلك أن نذكر بعضا منهم، من مثل:

        * جابر بن حيان بن عبد الله الكوفي، ( ت 200هـ ) ، له تصانيف كثيرة جدا، قيل أنها تجاوزت 500 تصنيفا، وقد ترجم بعضها إلى لغات مختلفة،

        الإمام الشافعي ( ت 204 هـ ) ، ألف كتبا كثيرة وصلت إلى 113 كتابا ،

        *ابن السائب الكلبي ، هشام بن محمد بن أبو المنذر الإخباري النسابة العلامة ، صاحب ” جمهرة الأنساب  ” ، تصانيفه تزيد على مائة وخمسين مصنفا ، (ت 204 هـ).

        *الجاحظ ، أبو عثمان عمرو بن بحر الكناني الفقيمي البصري الأديب الموسوعي ،من كبار أئمة الأدب في العصر العباسي.  ترك كتباً كثيرة يصعب حصرها، وإن كان ( البيان والتبيين ) ، وكتاب ( الحيوان ( ، وكتاب ( البخلاء ) أشهر هذه الكتب. ( ت 255 هـ)

        *الكندي ، أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي ، ألف  وشرح كتباً كثيرة، اختلف في تقدير عددها ما بين 230، و270، و300 ما بين رسالة وكتاب ؛ تناولت مواضيع كثيرة متنوعة، ( ت  256 ه )

         *القاضي الشافعي ابن سيرج، أبو العباس أحمد بن عمر بن سيرج، كان يُقال له: البار الأشهب

قال الإمام النووي : وفهرست كتبه – يعني مصنفاته – تشتمل على أربعمائة مصنف ، ( ت 306 هـ) )،

*ابن عساكر الإمام العلامة الحافظ الكبير المجود، محدث الشام، ثقة الدين أبو القاسم الدمشقي الشافعي، صاحب “تاريخ دمشق ”  ، في ستة عشر ألف ورقة (ت 571 هـ)

*الإمام ابن حجر العسقلاني، الحافظ شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي الكتاني العسقلاني الأصل، ثم المصري، الشافعي، قاضي القضاة شيخ الإسلام، صاحب المؤلفات والمصنفات المتعددة المتنوعة ، عالية القيمة  ، صاحب ” فتح الباري شرح البخاري”،   ، ( ت 852 هـ )

*الإمام السيوطي ، جلال الدين عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر السيوطي، من كبار علماء وأئمة  المسلمين ،  زادت مؤلفاته على الثلاثمائة كتاب ورسالة، عدّ له بروكلمان (415) مؤلفا، وأحصى له “حاجي خليفة” في كتابه “كشف الظنون” حوالي (576) مؤلفا، ووصل بها بعضهم كابن إياس إلى (600) مؤلف  ، ( ت  911 هـ)

        *المقريزي ، أبو العباس تقي الدين احمد بن علي بن علاء الدين بن محيي الدين بن تميم الحسيني. المؤرخ الموسوعي المصري، ومؤرخ الديار المصرية، قيل انه ألف حوالي 200 كتاب أكثرها في التاريخ. واهم هذه الكتب ( المواعظ والاعتبار في الخطط والآثار  المعروف باسم ( خطط المقريزي ) ، ( ت 845 هـ)

        -وهناك أصحاب الموسوعات الضخمة من مثل

ابن منظور  صاحب كتاب “لسان العرب”  ، ( ت  711 هـ)

و النويري  صاحب ” نهاية الأرب”، ( ت 732 هـ)

و ابن فضل الله العمري ، صاحب “مسالك الأبصار” ، (ت  748هـ)

و”القلقشندي” ،  صاحب “صبـح الأعشى ” ، ( ت 821هـ)

ـــــــــــــــــــــــ

القائمة كبيرة ،،،،،

-رحمة الله عليهم أجمعين-

س/ حدثنا عن أهم الصعوبات والعراقيل التي صادفتك، وما هو الكتاب الذي أخذ أكبر وقت ليرى النور؟

صلاح جاد

ج/ بصدد البحث، والدرس، والتصنيف توجد صعوبات، وعراقيل كثيرة متنوعة في سبيل الطباعة والنشر، والظن، بل اليقين أنني لست الوحيد في هذا المضمار الذي تقابله الصعوبات والعراقيل، ومن ناحية أخرى، قد توجد بعض الصعوبات حين العزم على تصنيف موضوع ما، فقد تجد كتابات في مؤلفات ، تخالف ما لديك من حصيلة بشأنه، ومن ثم ،، تذهب بعين بصيرة للمقارنة، والتحقيق، والتثبت من الصواب، وإلا صرت مثل حاطب الليل تخلط الغث بالسمين، والرخيص بالثمين، وهو أمر حذرني منه شيخي رحمة الله عليه منذ زمن بعيد جدا.



قال: لا تكن حاطب ليل،، وشرح  يومئذ وصيته شرحا بليغا، صار ولا يزال ديدني في حياتي – فلله الحمد والشكر –

وأما عن الكتاب الذي أخذ أكبر وقت ليرى النور، فإن شئت فقل جلّ كتبي لا تزال في انتظار توفيق الله تعالى بالطباعة والنشر.

إذ أنني طبعت حوالي عشرة كتب، أما الباقي وقد تعدى المائة فلا يزال في الانتظار.

 نسأل الله تعالى التوفيق والسداد والقبول

– اللهم آمين-

س/حدثنا عن المهرجانات والجوائز و التكريمات التي حزت عليها ، وما هي أفضل جائزة عندك على الإطلاق؟

ج/ بفضل من الله تعالى و توفيقه حضرت بعضا من المهرجانات والمحافل الثقافية، وكنت أعتبر ذلك كسبا عظيما لي ، إذ أتعرف على قامات عالية، أشرف بأن صرت واحدا من معارفها، ومن ناحية أخرى ، لا يخلو لقاء من فائدة ثقافية جديدة ، علمية وأدبية، وفنية،  وأما عن الجوائز و التكريمات، فلله الحمد والشكر،دائما ما تكون بضاعتي المزجاة محل تقدير وإعجاب وثناء ومديح بصدق لا مجاملة فيه من أصحاب التخصص والصنعة والاهتمام ،وهى إشارة من قريب إلى الحكمة البليغة ( إنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذوو الفضل).

– ومن الكسب في محيط التواصل الاجتماعي الفسيح عبر” الفيسبوك” أن المجلس الأعلى للإعلام الفلسطيني كرمني بدرجة “الدكتوراه الفخرية”

وكرمتني “الجمعية الدولية الحرة للمترجمين واللغويين العرب” بدرجة “الدكتوراه الفخرية”

وكرمني مجلس “الكتاب والأدباء والمثقفين العرب” بدرجة “الدكتوراه الفخرية”

– هذا فضلا عن منشورات أخرى بشهادات تكريم من صروح ثقافية وأدبية سامية، وجميعها أعتز بها وأفخر غاية الاعتزاز والافتخار، باعتبارها من فضل الله وتوفيقه.

س/ هل هنالك دعم للمبدع، والإبداع ماديا، ومعنويا في مصر؟

ج/ لا شك أن الإبداع قيمة غالية في أي مجال، لاسيما المجال الثقافي ـــ بيت قصيدنا ــ، والظن أن الدعم المادي والأدبي في مصر، بل وفى غيرها لا يتناسب مع قيمة الإبداع الحقيقي بأنواعه المتعددة، وذلك من مثل ما يكون في المسابقات المتفرقة هنا وهناك.

س/هل كل كتبك ورقية، وهل تنظر إلى إنجازاتك بعين الرضي ؟

صلاح جاد

 ج/ قبل عقد من الزمان، وطيلة ثلاثة عقود مضت، كانت كل كتاباتي مدونة في الأوراق، ومنذ أن تعلمت الكتابة على الكمبيوتر صارت معظم كتاباتي عليه، أما عن أنني أنظر إلى إنجازاتي بعين الرضا فالأمر يقتضى الإقرار بأن كل عمل بشرى مهما بلغ إنما هو دائما موضع الحاجة إلى المزيد من التنقيح أو والتصحيح و التأكيد، وفى هذا الصدد يحضرني قول  الشاعر العملاق “أحمد فارس الشدياق” ( ت  1304 هـ  =  1887م ) رحمه الله تعالى-

فإن كان فيه بعضُ شيء يعيبـُـه  ***  فكلُّ كتابٍ خُطَّ لم يَخلُ من عَيب

وأيضا قول “ابن رقيقة سديد الدين أبى الثناء”( ت 635 هـ  = 1237م )

– رحمه الله تعالى-

يا ناظرا فيما قصـدتُ لجَمعـِـه *** أعـذرْ فإن أخا الفَضـــيلةِ يَعــــذرُ

 علمـا بأن المرءَ لو بلـغَ المدى *** في العمرِ لاقي الموتَ وهو مُقصّرُ

نسأل الله تعالى السداد والقبول

س/في رأيك هل ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في انتشار الإبداع أم العكس؟ وهل يمكن اعتبارها سببا في عزوف القراء عن الكتاب؟

ج/ مواقع التواصل الاجتماعي الافتراضي صارت في أيامنا هذه واقعا مهما لمعظم سكان المعمورة، ولانتشارها غير المحدود باتت تجمع بين كل أطياف البشر بمختلف جنسياتهم ولغاتهم وثقافاتهم وتوجهاتهم واهتماماتهم، ومن ثم ،، صارت مثل بوتقة جد كبيرة ،  تجمع بين السكر والملح ، والضار والنافع ، بما لا يخفى على الجميع، وإذن فهي سلاح ذو حدين ، إيجابي وسلبي وفى إطار الطيور على أشكالها تقع، لا يُنكر أن من الايجابيات في منظومة مواقع التواصل الاجتماعي الافتراضي التعارف والتواصل المباشر الحادث بين ذوى الميول والاهتمامات المشتركة ، لاسيما  النوعية منها ، من مثل المنظومة الثقافية ،،

ولا يُنكر أن تواصلا وترابطا قد تم بين كثيرين في هذا الصدد وظهرت أسماء متعددة، في بلاد متفرقة ، ما كانت لتُعرف وتشتهر على ذلك المدى الفسيح  إلا من خلال هذا العالم الافتراضي وتقنياته ،،

و الأمر لا يخلو من ميزات ومكاسب متنوعة ومتعددة تعود على الإبداع والمبدعين في كل مجال ولعل أقرب مثال لذلك تجربتي الشخصية، تلك التي وسّعت دائرة شرف التعارف لي مع كثير من السادة والسيدات الأعزاء في بلاد ودول بل وقارات،،

إذ كيف لمثلى أن يُكرم لعمله وجهده وإنتاجه من مصر ومن خارج مصر  ،،

أما عن عزوف القراء عن الكتاب، واتجاههم بل واكتفاؤهم بما في مواقع التواصل الاجتماعي من معارف وثقافة،،

أقول، لا يجوز لنا التعميم، وإن كان الأمر يتجه صوب مواقع التواصل الاجتماعي الافتراضي على حساب الكتاب،

هذا أولا،

أما ثانيا ،، فيمكننا القول بأن التنافس بين كل من الكتاب ومواقع التواصل الاجتماعي صار محل مناقشات وأبحاث وأطروحات متعددة  ،

 أيهما له الغلبة في الأهمية  ، بل والاستمرار والبقاء ،،

والظن أنه لم يُبتّ تماما في هذه القضية بالرأي القاطع،

وأما ثالثا ،، فتقنية التواصل الاجتماعي الافتراضي ، والانترنت على وجه العموم ، فضلا عن تقنية الحاسوب و فوائده   ـــ لا شك ـــ قد ساهمت بشكل مباشر وفعّال في تيسير الاطلاع على الآلاف من نسخ الكتب في شتى مجالات المعرفة والثقافة ،

فأنت في دقائق قليلة يمكنك فتح الصفحة اللازمة تحديدا،  لبحث تقوم به في مرجع أو مصدر من الكتب المطبوعة، قد يتعذر عليك اقتناؤه أو الحصول عليه،

 ولعلها بعض ميزات منظومة التواصل الاجتماعي الافتراضي عبر الانترنت ، بما يضاف أيضا إلى ميزات استخدام الحاسوب ( الكمبيوتر)  ،،

إن منظومة التواصل الاجتماعي الافتراضي عبر الانترنت صورة  واضحة حقيقية واقعية ، صارت معها الكرة الأرضية وكأنها قرية صغيرة ،

 نسأل الله تعالى خيرها، ونعوذ به من شرها.. اللهم آمين.

س/ هل التقيت بالإمام “الشعراوي” حدثنا عنه؟

ج/ وسلام عليه في الخالدين -رضي الله عنه وأرضاه- للأسف الشّديد، لم ألتقِ به ولكن تكرّم علىّ أحد الأحباب ، فأخذني ذات يوم إلى ساحة الإمام في ميدان السيّدة نفيسة -رضي الله عنها -( بالقاهرة ) ، وقدمني إلى الشيخ / عبد الرحيم الشعراوي ( الابن الأوسط لفضيلة الإمام ) ، رحمة الله عليهما، فرحّب بى ترحيب الكرام أبناء الكرام ،،

ومن بعدها ،، توالت زياراتي كثيرا إلى هذا المكان الميمون ،، لا سيّما بعد الصلاة من كل جمعة.

وكثيرا ما كنت ألقى  كلمة ، يسبقها تقديم كريم بليغ من الشيخ /” عبد الرحيم الشعراوي” -رحمة الله عليه-

 وتوطّدت علاقتنا بشكل جيّد ، وتعدّدت اللقاءات ، وتبادل الزيارات  في إطار من جميل الودّ ، وحسن الصّحبة

وبوفاته المفاجئة  ، انطفأ في قلبي و قلوب أحبابه ومحبّيه مصباح من مصابيح الأصالة والإخلاص والودّ والحبّ في الله تعالى

رحمة الله عليه—

. س/ في كلمة واحدة، ماذا يعني لك (علي -الوطن – الأم – الحبّ -المرأة)؟

صلاح جاد

ج/ الإمام على : هو أبو جدنا الإمام الحسين- رضي الله عنه-

تفنى الأحبار وتنفد الأسفار قبل الإحاطة  بذكر سماته و شمائله وفضائله – كرم الله وجهه -ورضي عنه وأرضاه

الوطن: نسأل الله تعالى أن يحفظه لنا بالأمن والأمان والبركة والنّماء

الأمّ: رضاها سبب مباشر في دخول الجنّة

الحبّ: يهذّب الخلق، ويسمو بالنّفس

المرأة : هي أمي وأختي وزوجتي وابنتي وكنّتي  وحفيدتي،

 فلهنّ حقوق جليلة متنوّعة،  يجلّلها الحبّ والودّ والصّون والرّعاية.

س/ ما هو السؤال الذي انتظرت منّي طرحه ولم أطرحه عليك ؟

ج/( نصيحة توجّهها إلى الشباب  ):

وهو سؤال جدير بالإجابة عليه، وبخاصّة ممّن هم في مثل عمري ، وقد مرّت عليهم تجارب متعدّدة ومتنوّعة عبر عقود طويلة: فإلى كل شاب .. حبّ والديك بطاعتك لهما ورفقك بهما دائما، فلا أحد من خلق الله جميعا يودّ أن تكون أفضل منه إلا هما .. ضع في قلبك وعقلك أن الله خالقك ورازقك، وكلّ أمرك بيده،  فإن لم تكن تراه فهو يراك، فأحسن إلى نفسك بصحيح العبودية له سبحانه،  في أقوالك وأفعالك، في حلّك وترحالك وكلّ أوقاتك وأحوالك.

اقرأ، وتذكر أن هذه الكلمة أول كلمة مقدسة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فالقراءة مفتاح التعلم، ووسيلة التعرّف على علوم وثقافات الآخرين، السابقين منهم واللّاحقين.

*احرص على صحبة الأخيار المجتهدين. فالمرء على دين خليله ، فلينظر أحدنا من يخالل.

*حدّد لنفسك هدفا ساميا، تمضى إلى تحقيقه بهمّة واجتهاد،

 واعلم أن لكلّ مجتهد نصيب، وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

*اجتهد في عملك، وأنجز ما يوكل إليك بدقّة وإخلاص، فالله تعالى يحبّ إذا عمل أحدنا عملا أن يتقنه.

*احرص دائما أبدا على التحلي بمكارم الأخلاق،

. فهي الخُلاصة التي بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتمّمها

س/ كلمة ختامية؟

ج/ سعدت وشرفت بك أخي الكريم المبجل الأستاذ / محمد دويدى،

وأود أن أسجل شكري الجزيل وامتناني الوافر لجنابك المكرم، لكريم تفضلك بإجراء هذا اللقاء الطيب، داعيا المولى الكريم أن ينفع بك، ويبارك فيك وعليك، ويجزيك عنّى بما هو أهله من خير الجزاء، كما أشكر مجلة (شارع الصحافة) هذا الصرح الثقافي الراقي.. وأسال الله تعالى أن يصلح لنا الأحوال، وللمسلمين أجمعين، وأن يرضى عنا، ويحسن لنا الخواتيم، اللهم آمين .. والحمد لهم رب العالمين.
حواري هذا نشر لاول مرة في مجلة شارع الصحافة المصرية

الدكتور صلاح جاد سلام
صلاح سلام جاد