القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

لمحات نقدية لبعض الرّوايات الجزائرية / طاهر بوغدير - الجزائر

لمحات نقدية لبعض الرّوايات  والدّر اسات  الجزائرية
"هوس" لـ حميدة عياشي


    "هوس" رواية حميدة عياشي، هي رواية بين و بين، سيرة ذاتية و حب لم يكتمل لغتها، شبه لغة الأحلام و شطحات الذاكرة، الزمن ليس كلاسيكي، قد يأتي الحاضر قبل الماضي، و هكذا دواليك.
    بين الجمل الطويلة الموشحة بالشعر و التجريبية، و بين الأسطـر قصيرة مطعمـة باللغة الاقتصاد، كان "هوس" حميدة عياشي اشتغال على اللغة و أحداث الجزائر في العشرية السوداء.
    ما بين دفتي الرواية إلا حميدة عياشي، و هوسه، و حاول أن ينقل هذه الفيروس إلى القارئ، هل فشل أم نجح في ذلك، مقروئيته هي الفاصل في ذلك بالنسبة لي شخصياً، قد أشبع شيء في داخلي، و ترك لي أمنيات قد أرجو أن أراها مجسدة في روايات أخرى لحميدة عياشي، المشاغب كصحفـي و كروائي أنا لا أحب نرجسية "حميدة عياشي" ص 60 " فكتبت "ذاكرة الجنون و الانتحار أوزانة" كنت فيها عنيفاً على صعيد اللغة و على صعيد الهدم و البناء، و كان مولود شاذاً بالنسبة للموروث الجزائري ( أستثني ياسين و بوجدرة) ..... هـذا كلام نرجسي، و لا يحمل صدقه و لا ظروف الكتابة نفسها.
    رواية " نجمة" للكاتب ياسين راوية رائدة على مستوى الوطن العربي، و إن كانت مكتوبة باللغة الفرنسية، و لا مجال للمقارنة، أما رشيد بوجدرة فكتاباته تحمل زخو فني و رؤية عميقة.
    رواية "هوس"، هي بداية في طريق طويل، و ربما أعجبتنا لغتها المشاكسة، إلا أنها لم تأخذ وقتاً لتختمر فتكون لها زوايا رؤية إبداعية أخرى.
    فصول الرواية من كولاج (1) و كولاج (04) و كولاج (03)  هي أصداء السيرة الذاتية.
    أمـا الفصول الأخرى "طيف زانة" الحب الذي لم يكتمل للمرأة المدينة ما بين حب و كـره، و مد و جزر.
    "عنف الدماغ" هو ألم الكتابة، فليس أمام الكتابة إلا الانتحار أو الخضوع في هذا الزمن البائس.
...................................................................................................................................................................


الحواجز المزيفة أو ربورتاج روائي

     رواية "الحواجز المزيفة" للروائي عيسى شريط، رواية كلاسيكية في قيمتها و في أسلوبها، لم يجهد الكاتب نفسه لتقديم رواية فنية، بل قدم لنا ربورتاج صحفي، يليق بالصحف اليومية  ، لا أن يضمها كتاب، و تعنون بإسم رواية.
    أو هي رواية حوادث، مأساة الجزائر في العشرية السوداء، تحتاج إلى رؤية فنية و نظرة ثابتة.
    رواية أشخاص تحكي الواقع من إرهاب و تشرد و حب لم يكتمل من "عياش الهلالي" و المجاهد "عمر القبايلي" و كل شخصيات الأخرى. أجزاء كبيرة من الرواية ستنفذها حوارات سطحية.
   لم أقرأ لـ "عيسى شريط" من قبل، و لا أحكم على أعماله إلا أن رواية لم تشدني لهذه الأسباب، و للغتها الخطابية و التقريرية في زمن يجتهد الروائيون في كتابة حداثية، و تجريبية لم يجد صاحبنا إلا ردنا إلى زمن الكتابة الصحفية.
    الرواية تحتوي على خمسة فصول، الفصل الأول و هو الأقوى في رؤية فصل بانورامي يفتح بمشهد المظاهرات و الصراخ.
    و الفصل الثاني يتعلـق بشخصية "عياش الهلالي" و هي شخصية الرئيسة في روايـة، و نجـده في الفصل الثالث و الرابع روايـة حشد لكل ما حدث في تلك العشرية من اعتداءات و تفجيـرات و من اغتيالات لكاتب و صحفيين.
    رواية وثيقة شاهدة على تلك الحقبة، و لا يمكن لأحد أن ينساها.
....................................................................................................................................................................
" المتخيل في الرواية الجزائرية" من "المتماثل إلى المختلف" للدكتورة آمنة بلعلى

    " المتخيل في الرواية الجزائرية" من "المتماثل إلى المختلف" للدكتورة آمنة بلعلى مقسم إلى ستة فصول، تقف عند كل فصل على حدى.
    الفصل الأول و الثاني المعنونيين كالآتي "مفتاح المتخيل الجزائري" و "مرجعيات المتخيل".
    لا أعرف لماذا الدكتـورة آمنة بلعلـى تجاهلت أمهات الرواية لتقتصر كتاباتهـا على روايات أقل قيمة.
    كان المتخيل أن ينطق في روايات مثل الحوات و القصر، و رواية عبد الحميد بن هدوقة "الجازية و الدراويش" التي عدت من أهم الروايات العربية و نالت تقدير أكبر النقاد، و إن لم يكن شيخ النقاد العرب "الدكتور علي الراعي".
    ثلاثية الثورة و الأسطورة و الواقع، فرضتها رواية الواقعية الاشتراكية التي كانت موضة ذلك الزمن في الستينات و السبعينات. المتخيل ليس هو إلا الإبن الشرعي للواقع.
    ثم عرضت الدكتورة في دراستها إلى الفرق بين حوارية و المتولوجية الحوارية تفرض تعدد الأصوات أما المتولوجية فيصلها الهيمنة الفصل الثالث من متغيرات المتخيل هو اكتساح لواقع كان موارب أكثر الوقت، و أسماء روائية فرضت نفسها بإستخدام تقنيات الرواية الحديثة، و استلهام تقنيات تراثية كالمقامات، أما الفصل الرابـع، و ما أسمتـه الدكتورة آمنة بلعلـى مفارقات المتخيل، و كانت موفقة في تحديدها خاصة عند رواية "حميدة عياشي" "متاهات ليل الفتنة" و عدم قدرة الكاتب في تمرير متخيله بطريقة سليمة، كما أنها لم تستسغ رواية "مرزاق بقطاش" أو ما أسمته رواية التسجيلية الجديدة.  
    أما الفصل الخامس، و المعنـون بـ "صراعات المتخيل" فلقد رأت الناقد المحترمة أن ميتـا روائي، أو الكتابة داخل الكتابة كما عند واسيني الأعرج و أحلام مستغانمي، صرعة جديدة للمتخيل الروائي في الجزائر و مساحة إبداعية فيها كثافة شعرية و جرأة فنية محسوب لهذا الجيل.


    أما الفصل السادس، أو "السعي نحو النموذج الأعلى"، على طريقة تغشه حسب خيارات الناقدة، فهي رواية "تلك المحبة" للكاتب الحبيب السائح، ما حملته من مختلف جعلت الناقدة كشماعة لتعليق خيباتنا الأدبية، و عدم القدرة على إفراز الجديد و الخروج من دائرة الموت و التكرار.
 الطاهر بوغدير ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏