القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

قصة فصيرة جدا: جَريرَة / الشاعر : جمال الدين خنفري/ الجزائر

قصة فصيرة جدا:
جَريرَة


جَمَعَتْهُ الْمَقْهى ذاتَ يوْمٍ بِجُمْلةٍ منْ صَحْبِهٍ، يقْطَعونَ أَوْقاتَهُمْ بِاسْتِطرافِ الْأَحاديثِ و تَتبُّعِ نَوادِرِ الْأَخْبارِ، و بَيْنَما هُمْ في خَوْضِهِمْ يَلْهون، رَصَدَ واحِدٌ مِنْهُمْ أَعْلى قَميصِهِ فآنس زِرَّه على حالٍ غيْر مُثْبَتٍ في مَوْضِعِهِ، برقتْ عيناه و انْبسَطتْ أساريره، فَلَاحَ لهُ أنْ يَسْتفِّزَّ صاحِبه و يُعَرِّضَه لِلْامْتِهان، فلَمْ يَعْدم أنْ قال له: ما هذا يا رجل؟ أغْلَبُ الظَّن، طَوَّقَتْ رَقْبتَك بِحَبْلٍ فَفقدْتَ مُروءَتكَ و أَصْبَحتَ كَالْمَتاع الْمُبْتذَلِ الَّذي فقد الْانْتفاع به، و ما كاد صاحبه يَفْرغ من كلامه حتَّى اِرْتفَعتْ نَوْبات من الضَّحك الهستيرية حَوْلَهُ، تصُمُّ أذانه و تَخْرِق الْفَضاء بِعُنْجُهِيَّةٍ، لمْ يتمالك الرَّجلُ نفْسَه فَحَزَمَ أمْرَهُ و اِنْطَلق كَمُهْرٍ جَموحٍ يُسدِّد خُطاه شَطْر دارهِ، يُحدِّث نفْسه: الكي هو العلاج، ما أن دخل عليها وأَنْفاسه تتقطَّع حتَّى فاجأها بالنَّبأ الْعَظيم، فصكَّتْ وجْهها و قالت:حسبي الله و نعم الوكيل.


جمال الدين خنفري/ الجزائر