القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

مشاريع نهضوية / الشاعر : يحيى محمد سمونة - حلب -

مشاريع نهضوية / 14 /
منذ أعوام عديدة خلت، كنت أبحث لنفسي عن رؤية واضحة في آلية و كيفية إنشاء علاقات سوية، سيما أننا غدونا - أبناء هذه الأمة - نفتقر إلى تلك الآليات الصحيحة في إنشاء العلاقات، الامر الذي فوت علينا الفرصة أن نكون على عزة و منعة و هيبة و سلطان
و لقد كنت على يقين أن هذه الأمة لن يستقيم أمرها إلا أن تحسن في إنشاء علاقاتها كافة بما يضمن لها أن تكون ذات شوكة، بل أن تترجم علاقاتها السوية إلى سلوك عملي راق و مهذب
و لقد رأيتني وصلت بعد جهد و بحث و استقصاء إلى آلية أظنها سليمة و ذات مردود إيجابي في إنشاء العلاقات، أحببت أن انقلها لكم، عسانا نتبحر بها جميعا ليتبين لنا حقيقة أثرها الإيجابي الذي يمكن لها أن تتركه في حياتنا
و لكن قبل الافصاح عن تلك الآلية أود التأكيد على أنني خلال رحلة بحثي في تلك المسألة لم أكن أطلب نجاحا، و لم تكن لدي بضعة أحلام وردية تداعب مخيلتي، و لم أكن على شغف بأشياء و مكاسب مادية تراودني، بل غاية ما كنت أتطلع إليه في ذلك هو ما يشبه نشوة الظفر التي تتملك امرئ تمكن من حل مسألة عالقة قد كانت مستحيلة الحل
و كم من إشارة و بشارة لمحت فيها توافقا مذهلا بين النتائج التي حصدتها جراء بحثي و بين صورة ذلك على أرض الواقع.
و ما كان لحدس أحدكم أن يكتشف المنهج الذي أعتمدت في البحث و النظر ! ذلك أنه - أي المنهج - غير معهود في ساحتنا الثقافية، و في أذهان نخبنا الثقافية و في أروقة الجامعات
أيها الأحباب
أجدني اليوم أعيش حالة هدوء و استقرار نفسي و روحي، و أنا أنظر مستقبلا - و نحن على مشارف عام جديد - إلى نفسي و أفراد هذه الأمة، كيف أننا جميعا شرعنا في تحسين علاقاتنا وفق نمط جديد سوي و سديد، و تلوح لنا في الأفق على إثرها بارقة أمل في تسطير علاقات غاية في الروعة و الإتقان و تمنحنا قوة ما بعدها قوة
أيها الأحباب
القاعدة العظيمة جدا التي جعلتها نصب عيني و أنا أخطط لأمري كله و أترجم ذلك سلوكا و عملا - و هي القاعدة التي كانت سببا في ازدهار حياتي و في استقرار أمري - تقول تلك القاعدة:
الله تعالى له في الوجود أوامر تكوينية و أوامر تشريعية، فمن أطاع أوامر الله التشريعية، سخر الله له الأوامر التكوينية، و كانت أموره كلها بلا استثناء تسير و تمضي في صالحه و لصالحه. فما على المرء سوى أن يعلم ذلك جيدا و يترجم ذلك العلم سلوكا و توجها، فعند ذاك تنقلب موازين حياته و يكون على قوة و منعة و عزة و سلطان
[ سبق لي أن بينت أن العلم يعني إدراكا لوظائف الأشياء في الوجود]
- و كتب من حلب: يحيى محمد سمونة -